أوقعت الأحداث الدامية في كينيا، جرّاء الخلاف الناشب حول نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة، شرخاً خطيراً في جدار السلم الأهلي الكيني، وربما بدأت تزج بكينيا في نفق مظلم قد لا يتأتى للكينيين مخرج منه في الأمد القريب. لكن الجانب الآخر للأزمة الكينية، وهو أعمق كثيراً مما تذكره التعليقات الإعلامية اليومية، يتمثل في النتائج الاجتماعية لسياسة بريطانيا إبان استعمارها لذلك البلد، حين اعتمد الحكم البريطاني على أثنية الكيكيو ومكّن لها في الاقتصاد والسلطة، مقابل تمييز حقيقي ضد باقي العرقيات الأخرى وعلى رأسها الكالنجين... مما أوجد اختلالات سوسيو اقتصادية عميقة، استمرت في ظل أنظمة الحكم الوطنية اللاحقة، لتأتي لحظة الانفجار مع الانتخابات الأخيرة! لا أحد يشير إلى مسؤولية الاستعمار فيما حدث، كما لا نجد من يتحدث عن سياسات الإقصاء والتهميش على أيدي الحكومات التي أعقبته! سليم أبوبكر- الخرطوم