إذا كانت هناك إرادة خارجية فاعلة وواعية وراء الأزمات المتنقلة في أرجاء السودان، فهي إرادة تعرف بدقة ماذا تفعل بذلك البلد لتعطيل مسيرته وإنهاك قوته إلى أخطر حد. فالجنوب الذي اندلعت نار حربه قرابة نصف قرن، هو الجزء المكمل لخارطة التنوع العرقي والثقافي في السودان، علاوة على أنه عمقه الاقتصادي الأكثر أهمية وقناة اتصاله بثلاثة دول من دائرة الجوار. أما إقليم دارفور الذي انتقل إليه حريق الفتن الداخلية بعدما تم إخمادها في الجنوب، فله مكانته الاستثنائية في ذاكرة التاريخ السوداني، لاسيما في صفحات الثورة ضد الاحتلال الأجنبي، وعمق الانتماء الديني والوطني لأهله... إنها إذن طعنات تتوجه بعناية نحو الخاصرة السودانية الناعمة! جمعة عبد الرحمن- أبوظبي