تحرص شرطة أبوظبي على تطوير آليات عملها بشكل مستمر لكي تتمكن من القيام بواجبها على النحو المطلوب، واتساقاً مع المتغيّرات المتسارعة التي تشهدها الإمارة خلال المرحلة الحالية والناجمة عن الطفرة التنموية الكبيرة التي تحققت وما هو منتظر من تنامي هذه الطفرة في المرحلة المقبلة. في هذا السياق فقد انتهت شرطة أبوظبي من تركيب نظام "الخرائط الرقمية" لإدارة الأزمات والكوارث وتحديد مواقع المتصلين والدوريات والإسعاف والإنقاذ، ووقعت مذكرات تفاهم مع شعبة المساحة العسكرية التابعة للقوات المسلحة لتزويدها بصور الأقمار الاصطناعية والصور الجوية التي تلزم عمل الشرطة لتغطية إمارة أبوظبي بشكل متكامل وبدرجة عالية من الوضوح، بما يفيد العمل الشرطي سواء في غرفة العمليات أو في الأقسام والإدارات الشرطية. وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيتمّ تزويد العديد من إدارات الشرطة بالخرائط الرقمية على أن تتم تغطية جميع إدارات الشرطة بهذه الخرائط في نهاية العام الحالي. هذا التطوّر يحظى بأهمية كبيرة، لأن نظام الخرائط الرقمية الذي يتوافق مع النظام العالمي "DIS الرقمي" يوفر الإحداثيات الدقيقة للبلاغات وسرعة الاستجابة لها. من ناحية ثانية، فإن هذا النظام يتميز بدقة المعلومات ما يجعله نظاماً استراتيجياً لإمارة أبوظبي والشرطة بشكل خاص، كما أن هذا النظام يأتي استجابة لتطوّرات مهمّة حاصلة في الوقت الراهن، حيث إن أبوظبي من المدن المتنامية وأعداد السكان فيها في ازدياد مستمر، وتوجد فيها مشروعات تطويرية على مستوى كبير، وتقوم غرفة العمليات دائماً بالتنسيق مع الجهات المعنية لتواكب هذه المتغيّرات وضمان سرعة الاستجابة للبلاغات. إن نظام الخرائط الرقمية ينطوي على دلالات مهمّة، منها الاهتمام الواضح الذي توليه شرطة أبوظبي لتطوير أدائها التقني والأخذ بأدوات التقنيات الحديثة على النحو الذي يمكّنها من الارتقاء بمستوى الخدمات المقدّمة وتسهيل الإجراءات الأمنية ومواكبة التوسّع الجغرافي والحفاظ على المستوى المميز الذي حققته في بسط الأمن والاستقرار، كما أن هذا النظام يؤكد التطوّرات المتتالية التي يشهدها حقل العمل الشرطي، ولاشكّ أن هذه التطوّرات تعني المزيد من تعزيز الأمن والارتقاء بطبيعة الخدمات المقدّمة للجمهور ومستواها. شرطة أبوظبي باعتمادها "نظام الخرائط الرقمية" ستتمكن من تعزيز عملها من خلال سرعة الوصول إلى مكان الحدث في دقائق معدودة، وهو الأمر الذي بات أكثر إلحاحاً مع تزايد الأعباء الملقاة على عاتق غرفة العمليات في إمارة أبوظبي التي تقوم بالعديد من المهام الشرطية ودورها الرئيسي هو إدارة الأزمات والكوارث، حيث تلقت هذه الغرفة مليوناً و900 ألف مكالمة خلال العام الماضي، وبلغ مجموع البلاغات فيها 328 ألفاً و665 بلاغاً. ولاشك أن النظام الجديد يتطلب تضافر جهود العديد من الهيئات والمؤسسات ذلك أنه مرتبط بالعديد من الأنظمة الأمنية، خاصة نظام الأمن الجنائي الموحد ونظام المرور الاتحادي، بالإضافة إلى تكامله مع نظام "هيئة الإمارات للهوية". وفي الأحوال جميعها، فإن هذا التطور يضاف إلى ما حققته شرطة أبوظبي، من إنجازات كبيرة على صعيد تفعيل أدائها، ولعل نظام الخرائط الرقمية الذي يعدّ إنجازاً جديداً سيضاف إلى إنجاز علمي كبير يحسب للدولة عالمياً، وهو النظام الخاص بـ"بصمة العين" وهو نظام جديد للتعرّف إلى هوية الأشخاص، ويتمتع بالسرعة والفعالية الشديدة أثناء البحث عن المطلوبين ولا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية