يدرك الجميع أن العمل التطوعي يحتل مكانة بارزة ضمن أجندة العمل الوطني لدولة الإمارات، واتساقاً مع هذا التوجّه الإنساني، أطلقت الدولة عدداً من المبادرات ذات الطابع الإنساني الخيري في مجالات عدة؛ وآخر الخطوات الإيجابية في هذا الاتجاه، المبادرة الإنسانية المهمة التي حملت اسم "مبادرة الأيادي المعطاء"، والتي أطلقت مؤخراً تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيسة الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية" رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، وتكفل بها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس "هيئة الهلال الأحمر" لتنفيذ برامج علاجية ووقائية في مختلف التخصصات الطبية للمرضى المعوزين داخل الإمارات وخارجها. وتعدّ "مبادرة الأيادي المعطاء"، الثالثة من نوعها ضمن مبادرات زايد العطاء لتنمية المجتمع التي أطلقت بتوجيهات من المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، لتفعيل العمل التطوعي في العالمين العربي والإسلامي. ولا شك في أن هذه المبادرة الإنسانية تعكس مدى حرص القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على تفعيل العمل التطوعي لخدمة المجتمع وتنميته، والتخفيف من معاناة المرضى المعوزين غير القادرين على تدبير نفقات العلاج في مختلف مناطق العالم. مبادرة "الأيادي المعطاء" تحمل معاني إنسانية عميقة، فهي موجّهة للمشاركة في التخفيف من معاناة المرضى المعوزين على مستوى العالم. وتأتي هذه المبادرة تتويجاً للأهداف النبيلة التي تسعى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيسة الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية" رئيسة "الاتحاد النسائي" إلى تحقيقها محلياً وعالمياً. ومن المؤكد أن تكفّل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس "هيئة الهلال الأحمر" بتحمّل نفقات تنفيذ برامج المبادرة، يؤكد حرص سموه على تقديم برامج علاجية وجراحية وتدريبية للمرضى المعوزين على مستوى العالم، إيماناً من سموه بقيمة العمل التطوعي وأهميته في تقديم يد العون للمعوزين والمحتاجين في مختلف بلدان العالم. إن "مبادرة الأيادي المعطاء" مؤشر جديد على الطابع الإنساني لسياسة دولة الإمارات، وتكتسب أهميتها الخاصة من كونها تعتبر الأولى من نوعها على المستوى العالمي، لأنها تختص بفئة معيّنة، ألا وهي المرضى المحتاجون الذين يعانون الحصول على تكاليف العلاج، خاصة المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية كبرى في العديد من الدول. وهذه المبادرة تعدّ إضافة مهمّة للعمل الخيري والإنساني الذي تحرص عليه دولة الإمارات، وهي تمثل تطويراً مهماً في مجال الأعمال الإنسانية التي يتم توفيرها للمحتاجين. وهي في الوقت نفسه تعطي أملاً كبيراً لكثير من المرضى الفقراء في العالم، إذ إن البرامج العلاجية والوقائية التي ستنفّذ من خلال المبادرة سيكون لها دور كبير في الحد من معاناة المرضى الفقراء الذين يواجهون ألواناً من العذاب قبل تدبير نفقات العلاج في العديد من دول العالم. ولا شك في أن هناك أهمية كبيرة لدور القطاع الخاص في دعم المبادرة، وثمة مسؤولية اجتماعية على الشركات تجاه مثل هذه المبادرات الإنسانية والخيرية وقضايا المجتمع التي تتطلّب دعماً غير محدود من المؤسسات والشركات في القطاع الخاص. في السياق نفسه، فإن هذه المبادرة تستلزم من الكوادر الطبية المواطنة وغير المواطنة الانضمام إليها للمشاركة بخبراتها وتجاربها في تنفيذ البرامج العلاجية للمرضى المحتاجين. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية