أشد على يد الدكتور حسن حنفي حين يستغرب في مقاله الأخير، وإلى درجة الاستنكار، ذلك الصمت والجمود اللذين رانا على الموقف العربي، أو بالأحرى ذلك اللاموقف، حيال ما يجري لغزة على أيدي الإسرائيليين من تنكيل وحصار وإغلاق وتجويع وقتل يومي بالجملة! وقد هالني أن الكاتب عاد منقباً في التاريخ عن جذور ذلك الصمت وتلك اللامبالاة، ليبرئ التراث العربي في عمومه من هذه السلبية التي نقترفها نحن أبناء اليوم بحق أهلنا وأوطاننا، على الشاكلة التي تطبع مواقف الصمت والاحتشام لدى الغالبية منا حالياً! لا فرق في ذلك عامة بين الشارع والحكومات؛ فإذا كانت للحكومات ضروراتها الخاصة، فإن الشارع الذي يفترض أن تكون الاعتبارات الوطنية والقومية والدينية أولى بالنسبة له، يتجاوز الحكومات في الانصياع لضرورات غير مفهومة، بل ليست موجودة أصلاً... فما هو يا ترى أصل داء الصمت العربي؟ وكيف نجد له تفسيراً يشرحه وعلاجاً يداويه؟ محمد عبد العظيم- القاهرة