بدأت إدارة المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، يوم الاثنين الماضي، تطبيق مخالفات المشاة في شوارع أبوظبي، وقامت الدوريات المرورية بمخالفة الأشخاص الذين يعبُرون من غير الأماكن المخصّصة للعبور، وذلك من خلال انتشار 120 فرداً و50 دورية في إمارة أبوظبي. وتندرج هذه الخطوة ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها شرطة المرور في أبوظبي خلال المرحلة الحالية للحفاظ على الأرواح، حيث إن إدارة المرور وبالتنسيق مع منطقة أبوظبي التعليمية بدأت تنفيذ محاضرات توعوية، ضمن الخطة التي تشمل 12 مدرسة بمدينة أبوظبي ويستفيد منها نحو 900 طالب وطالبة، وتتضمّن هذه البرامج محاضرات نظرية وعملية للطلاب لرفع وعيهم بمخاطر العبور من غير الأماكن المخصّصة للمشاة، وتحذير الأطفال من مرحلة الروضة إلى مرحلة الثالث الابتدائي بعدم عبور الشوارع من غير مرافقة الكبار، إضافة إلى جانب تدريب عملي للطلاب في المدارس الإعدادية، وذلك في الشوارع حول كيفية عبور خطوط المشاة وأهمية أنفاق المشاة. ولاشكّ أن هذه الخطوة تتمتّع بأهمية قصوى، بالنظر لما هو حادث من تزايد واضح في حالات الموت في حوادث الدهس، على النحو الذي حوّلها إلى ما يشبه الظاهرة، حيث إنه لا يكاد يمرّ يوم إلا وتقع حادثة دهس تؤدي إلى حالة وفاة أو إلى إصابة بليغة، وذلك على الرغم من أن الدولة لديها واحدة من أفضل شبكات الطرق في العالم، وتحرص بشكل متواصل على تدعيم هذه الشبكة وتطويرها، على نحو يمكّنها من استيعاب التطوّرات الحادثة في المجتمع من تنامٍ في عدد السكان، ومن تصاعد كبير في عدد المركبات بأنواعها المختلفة. وإذا كان تطبيق نظام مخالفات المشاة في شوارع أبوظبي يعدّ خطوة حضارية مهمّة للحفاظ على الأرواح، فإن هناك أولويات أخرى عديدة يجب تنفيذها: أولاها، ضرورة العمل على تكريس ثقافة مرورية تلزم المشاة باتباع القواعد السليمة للسير في الشوارع وعبور الطرقات وتوضيح الأخطار الناجمة عن المخالفة والعقوبات المرورية المترتّبة على تجاوز هذه القواعد، وهنا، فإن وسائل الإعلام يمكنها القيام بدور كبير من خلال توعية الجمهور بضرورة الالتزام بقواعد المرور وتنبيهه على الأخطار التي يمكن أن تحدث حال مخالفة هذه القواعد، والتي قد تصل إلى حدّ الموت. ويتطلّب الأمر أيضاً ضرورة اتخاذ العقوبات الرادعة بفعل السائقين المتهورين، حيث إن حوادث الدهس لا يتسبّب فيها المشاة في جميع الأحوال، فثمة سائقون متهورون يقودهم تهوّرهم أيضاً إلى قتل المشاة في الشوارع وعلى الطرق السريعة. وثانيتها، العمل على المزيد من تأمين الطرق والشوارع من خلال إنشاء المزيد من الأنفاق الخاصة بالمشاة في المناطق التي لا تتوافر فيها مثل هذه الأنفاق، أو البدء بإنشاء أنفاق في الأماكن التي لا يوجد فيها أنفاق، ففي بعض الأحيان تجد شارعاً طويلاً ممتداً لمسافات طويلة لا يوجد فيه ممر لتأمين عبور المشاة أو جسر أو نفق. وثالثتها، تنصرف إلى إضافة تشريعات جديدة تركّز على هذه الجزئية وتتصدّى لها بمعالجات مشدّدة ضمن قانون المرور، وذلك لضمان حق الطرفين السائق والعابر للطريق. إن حملة السلامة المرورية الخاصة بتطبيق نظام مخالفات المشاة في شوارع أبوظبي، تعكس الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تقوم بها شرطة مرور أبوظبي، وهي خطوة حضارية مهمّة في سبيل وضع حدّ للتنامي الحادث في معدّل القتلى عن طريق حوادث الدهس. وهذه الحملة تستلزم تضافر جهود أفراد المجتمع كافة من أجل تأمين السلامة للجميع. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.