"جحيم" في غزة... ولا سلام من دون دمشق الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين، والظهور التلفزيوني لحسن نصرالله، وضرورة مشاركة سوريا في محادثات السلام في الشرق الأوسط... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. "جحيم" غزة: "في كل عام نقتل المئات من سكان الجحيم، وندمر المنازل والمركبات، ثم ننتظر أن تهدأ الأمور. هكذا تجري الأمور في غزة. وهكذا تبوء بالفشل". بهذه العبارات استهل "ييغال سارنا" مقاله المنشور في عدد الأحد من صحيفة "يديعوت أحرنوت"، والذي انتقد فيه بشدة الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بدعوى وقف صواريخ "القسام" الفلسطينية على مدن وبلدات جنوب إسرائيل. الكاتب أكد أنه لا جدوى تُرجى من هذه الضربات الإسرائيلية، مشدداً على أنه لا توجد طريقة لسحق المقاومة الشعبية للاحتلال أو لجيش أجنبي. الكاتب شبه غزة بالجحيم، قائلاً إنه على مدى الأربعين سنة التي كانت فيها غزة خاضعة للاحتلال الإسرائيلي (وهي ما زالت كذلك عبر طائرات التجسس والمعابر الحدودية والأسياج والمتعاونين، مثلما يقول الكاتب) لم تتم إضافة ولو غرفة واحدة في مستشفى أو بئر نظيفة. وقال عن غزة إنها جحيم معرَّضة للقصف والتوغلات الليلية الدائمة، معتبراً أنه طالما أن "غزة "كيس ملاكمة" بالنسبة لجنودنا، وتفتقر لأي مساعدات أو مخطط إغاثة، وفي غياب محادثات سلام حقيقية، فإن غزة ستُسممنا مثلما يسمم الخراج الجسد". واعتبر أنه "كلما ازدادت غزة غرقا، وكلما جاعت وغرقت في الظلام واحترقت وسُحقت وضُربت، كلما ازداد عدد الصواريخ التي سنراها تهطل على الجنوب"، مضيفاً أن المدى الذي تبلغه النيران يعادل حجم اليأس السائد، وأن الهدوء لن يسود في غزة إلا حينما تبدأ في الأمل، وأن "سيدروت" سترتاح فقط حين ترتاح غزة. "لا سلام من دون دمشق": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "هآرتس" ضمن عددها ليوم أول أمس الاثنين مقالاً لكاتبه "مارك هالتر"، وفيه شدد –مثلما يوحي بذلك العنوان- على ضرورة دخول إسرائيل في مفاوضات سلام مع سوريا على اعتبار أن "السلام في الشرق الأوسط لن يتأتى إلا بإشراك دمشق". واستهل الكاتب مقاله بإبراز "خطأ" سياسة العزل التي ينتهجها الغرب تجاه سوريا، وبخاصة في وقت تَعلق فيه الولايات المتحدة في المستنقع العراقي، وتكافح من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين يحظى بموافقة الجانبين. الكاتب يرى أن سوريا مستعدة اليوم للسلام، معتبراً أن حضور نائب وزير الخارجية السوري إلى جانب ممثلي إسرائيل والسعودية، اللتين وصفهما بأنهما من ألد أعداء حليف سوريا الإيراني، في مؤتمر أنابوليس للسلام يعد مؤشراً مهماً. أما المؤشر الثاني –حسب الكاتب- فهو خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير أمام قادة حزب "البعث"، والذي تمحور جله حول السلام مع إسرائيل، معرباً عن أسفه لكون وسائل الإعلام الغربية والصحافة الإسرائيلية تغاضت عن هذا الخطاب. وفي هذا السياق، نقل "هالتر" عن الرئيس السوري قوله "إننا نريد استئناف المفاوضات... وعلى الإسرائيليين أن يدركوا أن السلام الدائم أفضل من أي شكل آخر من أشكال الحل المؤقت". واعتبر الكاتب في ختام مقاله أن فتح السوق الأوروبية أمام السوريين سيمثل خطوة إلى الأمام تُحررهم من قيود إيران الاقتصادية، وأن شأن موافقة إسرائيل على التفاوض مع سوريا إضعاف كل "المنظمات الإرهابية"، التي لها مقرات في دمشق مثل "حماس". خطاب نصرالله: صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت ضمن عددها ليوم الأحد مقالاً لكاتبه "روي ناهمياس"، خصصه للتعليق على الخطاب الذي ألقاه زعيم "حزب الله" حسن نصرالله يوم السبت، وأكد فيه -من جملة أمور أخرى- وجود بقايا جنود إسرائيليين لدى الحزب. الكاتب اجتهد في تحليل أسباب الظهور الإعلامي الجديد لنصرالله، ورأى فيه محاولة لـ"تحقيق إنجاز ما وإثبات التعافي بعد الهزائم التي مني بها مؤخراً". أما "الهزائم" أو "الانتكاسات" التي يتحدث عنها الكاتب، والتي يقول إن نصرالله نفسه اعترف ببعضها، فمنها حرب لبنان في صيف 2006. وفي هذا السياق، نسب الكاتب إلى زعيم "حزب الله" قوله في وقت سابق إنه كان سيتصرف بشكل مختلف لو أنه كان يعلم أن الحرب ستندلع، وهي الحرب التي جرت على "حزب الله" وزعيمه –يقول الكاتب- انتقادات داخل لبنان وبين الشيعة أنفسهم. كما أشار ناهمياس إلى أن نصرالله حاول التعاطي مع إخفاقات التحركات السياسية لحزبه داخل لبنان، لافتاً إلى المظاهرات الحاشدة التي كانت تهدف إلى حمل حكومة السنيورة على الاستقالة، والتي لم تنجح في بلوغ مقصدها. كما نقل عن صحيفة "الشرق الأوسط" خبراً جاء فيه أن إيران سحبت من نصرالله منصب القائد العسكري الأعلى وأسندته لنائبه نعيم قاسم، وهو ما سارع "نصرالله" وحزبه لتكذيبه ونفيه. إلى ذلك، لم يستبعد الكاتب أيضاً اندراج الظهور الجديد لنصرالله في إطار "الحرب النفسية" ضد إسرائيل، التي يقول الكاتب إن نصرالله نفسه سبق له أن أكد في مقابلات سابقة معه لجوءه إليها. "تعويض عادل": صحيفة "جيروزاليم بوست" عادت ضمن افتتاحية عددها لعدد يوم الأربعاء الماضي للتعليق على بعض مما جاء في تصريحات وخطب الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء جولته إلى الشرق الأوسط، وبخاصة قوله إن اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "يجب أن ينص على أن تكون فلسطين وطناً للشعب الفلسطيني، مثلما أن تكون إسرائيل وطناً للشعب اليهودي"، معتبرة أن هذه اللغة هي أوضح رفض أميركي حتى الآن للمطالبة الفلسطينية بحق العودة، والتي اعتبرتها طريقة ملتوية لـ"إنكار" حق إسرائيل في الوجود، مشددة على أن "الاعتراف المتبادل" شرط مسبق غير قابل للتفاوض بالنسبة لأي مفاوضات جادة حول رؤية الدولتين. الصحيفة توقفت أيضاً عند قول بوش:"أعتقد أن علينا أن ننظر إلى إقامة دولة فلسطينية وآليات دولية جديدة، مثل التعويض، لحل مشكلة اللاجئين"، واصفة الفكرة بـ"البناءة والمهمة" على اعتبار أنها تركز على ضرورة أن تشكل الدولة الفلسطينية الجديدة، وليس إسرائيل، عنوان اللاجئين الفلسطينيين. وزادت على ذلك بالقول إن التعويض لا يقع على عاتق إسرائيل لأن ذلك "غير صحيح وغير منصف" على اعتبار "أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدأت مع رفض العرب لمخطط التقسيم الأممي عام 1947، والمحاولة التي أعقبته لمحو إسرائيل من على الخريطة على يد خمسة جيوش عربية في حرب الاستقلال". بل إن الصحيفة ذهبت إلى حد التشديد على ضرورة مطالبة الدول العربية بتعويض من سمتهم "اللاجئين اليهود" الذين تقول الصحيفة إن الدول العربية طردتهم وصادرت ممتلكاتهم. إعداد: محمد وقيف