لم تتوقف إسرائيل منذ سقوط النظام العراقي السابق، عن محاولة الظهور بمظهر الطرف الذي يتعرض لتهديد مباشر جراء البرنامج النووي الإيراني، وكأن الأمر يتعلق بها فقط! لكن قراءة متأنية لهذه المسألة توضح أن ما تهدف إليه الدولة العبرية هو تكريس صورتها كضحية لمحيط "عدائي" و"مناوئ"، وذلك لاستدرار مزيد من التعاطف في الغرب عامة وفي الولايات المتحدة خاصة، ومن ثم تعظيم مخصصاتها في الميزانيات السنوية لتلك الدول. وحقيقة الأمر أن القلق الإسرائيلي من البرنامج النووي قلق مفتعل وغير مبرر، أما القلق الحقيقي فهو ذلك الذي يساور بلدان مجلس التعاون الخليجي إزاء البرنامج المذكور. فهذه الدول، ولأسباب جغرافية وسياسية وتاريخية، معنية بذلك البرنامج ومن حقها أن تشعر نحوه بقلق كبير وحقيقي. عوض هاشم- السعودية