مع ذكاء وعمق التحليل الذي جاء في مقال: "جريمة اغتيال بوتو... ونزيف الذاكرة" للكاتب حازم صاغية، إلا أن لي مأخذاً صغيراً عليه هو أنه تتبع تاريخ باكستان منذ نشوئها، منتقياً فقط أحداثاً سلبية بالكامل، كالانقلابات والاغتيالات والانشقاقات، مقدماً تاريخ هذه الدولة الإسلامية الكبيرة، وكأنه نزيف دموي كئيب مفتوح لا ينقطع إلا ليبدأ مجدداً، أو كأنه لا توجد نجاحات ونقاط إنجاز مضيئة في تاريخ هذا البلد. والكاتب يبدو لي هنا وفياً بعض الشيء لما يمكن تسميته بالخطاب الأزموي العربي الذي ظهر منذ بكائيات النكسة الحزيرانية، والذي تحول معه الحديث عن الأزمات والمصائب إلى صناعة إعلامية رائجة، وغرض من أغراض الأدب قائم بذاته. نادر المؤيد – أبوظبي