ظاهرة زوارق الموت، أو رحلات التسلل البحرية الجماعية إلى شواطئ أوروبا بحثاً عن الهجرة والملجأ والعمل والحياة... هناك، هي ظاهرة تعكس فشل الدول النامية، بالقدر الذي تظهر الازدواجية الفاضحة في مواقف الغرب. فالدول المصدرة للمهاجرين أخفقت إخفاقاً ذريعاً في تحقيق طموحات شعوبها، وهي تحفل بالتخلف والتبعية والاستبداد، وما يرافقها من فقر وبطالة وأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية طاحنة... الأمر الذي يجبر آلافاً من أبنائها على المغامرة بحياتهم في عرض البحر، مواجهين صنوف الأهوال ومخاطر الموت، بحثاً عن حياة حرة كريمة عزت في أوطانهم. أما أوروبا التي فرضت احتلالها على أفريقيا قروناً طويلة ونهبت خيراتها وشحنت ملايين الأفارقة للعمل عبيداً في مزارع قصب السكر... فتوصد أبوابها اليوم في أوجه القادمين مما وراء البحار! عثمان محمد- الشارقة