Foreign Policy "معركة بكين" قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Policy التي تصدر كل شهرين عن "منحة كارنيجي للسلام الدولي"- واشنطن. فتحت عنوان"معركة بكين" كتبت"مواسيه نعيم" مقالاً رأت خلاله أن الدورات الأولمبية قد اقترنت دائماً وعبر تاريخها بأحداث درامية، تداخلت فيها الرياضة بالسياسة بالدين، وأن الدورة الأولمبية التي ستعقد في العام المقبل في العاصمة الصينية "بكين"، لن تكون استثناء من ذلك، حيث يتوقع أن يشهد العالم خلالها الكثير من الأحداث المثيرة، والتغطية الإعلامية المكثفة. وهو يقول إن الدورة لن تشهد فقط مباريات تتحدى فيها الفرق بعضها بعضها ومنافسات يتحدى فيها الرياضيون الأفراد غيرهم بل وأنفسهم من أجل إحراز أرقام قياسية جديدة تضاف الى سجلات بلادهم، وإنما ستشهد إلى جانب ذلك صدامات بين الشرطة الصينية وبين المتظاهرين الذين سيصلون من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة فعاليات الدورة من ناحية ومن أجل التعبير عن آرائهم من ناحية ثانية وهؤلاء المتظاهرون سيكونون مدفوعين للتظاهر في نظره بقضايا عديدة مثل حقوق الإنسان، والاحتباس الحراري، ودارفور، والتبت، والمسيحية، و"فالون جونج". وترى "نعيم" أن المصادمات خارج الملاعب الرياضية ستكون أكثر تعدداً وقسوة من المنافسات داخلها، وأنها ستكون في جوهرها مواجهات عنيفة بين أجهزة أمنية منظمة وفقاً لمنظومات القرن العشرين، وبين ديناميات العولمة في القرن الحادي والعشرين... بين رجال شرطة يحملون الدروع والأقنعة والبنادق وبين المتظاهرين المزودين بهواتف متطورة. وتحت عنوان "ركوب جوادين في وقت واحد"، تناول"تشينج لاي" قيام المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني باختيار اثنين من أعضائه كي يتنافسا على الحلول محل الزعيم الصيني الحالي "هو جينتاو" عندما تنتهي مدة ولايته كسكرتير عام للحزب في 2012. وقال إن المشكلة في هذا السياق تكمن في اختيار رجلين يختلفان اختلافاً بيناً سواء في التاريخ المهني، أو التوجهات، أو العلاقة مع الزعيم الصيني الحالي، والطبائع الشخصية أيضاً وإن كانا يتقاربان في السن حيث لم يتجاوزا الخمسينيات من عمرهما وهما "هيبيجن بينج" سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في "شانغهاي" وسكرتير الحزب في "لايوننج" "لي كيجيانج". والكاتب يرى أن ذلك الاختيار يطرح سؤالاً مؤداه: هل سيتمكن هذان الرجلان إذا ما تواجدا في قمة الحكم من العمل بانسجام بين بعضهما بعضاً أم أن كلا منهما سيسير في اتجاه يختلف عن اتجاه الآخر مما يؤدي إلى تمزق الصين؟ واعتبر الكاتب أن إقدام الحزب على اختيار هذين الرجلين تحديداً على الرغم من كل ما بينهما من تناقضات يعد مقامرة كبيرة، وأن الاثنين "جينتاو" والحزب يعرفان ذلك جيداً، وهو ما يجعل بعضهم يفترض أنهما قد أعدا العدة والمخططات التي تضمن لهما إلا يفقدا هذا الرهان الذي يمكن أن يؤثر على مصائر الصين. "المستقبل العربي": إيران ونفط العراق في العدد الأخير من مجلة "المستقبل العربي"، نطالع دراسة عنوانها "معضلات سياسية في تطوير صناعة النفط العراقية"، يقول كاتبها وليد خدوري إن النفط رغم كونه يمثل 90% من مصادر العملة الصعبة بالنسبة لخزينة الدولة العراقية، فإنه أيضاً يعد مصدراً لمشكلات كبرى، بالقدر الذي تواجه صناعته مصاعب وقيودا جمة. وقد بقيت قضية النفط هادئة من غير مناقشة علنية، إلى أن بدأت الولايات المتحدة حملة من أجل مصادقة العراقيين على قانون جديد للنفط يفتح الصناعة النفطية العراقية أمام الاستثمارات الأجنبية. ويعتقد الكاتب أن إحدى المشكلات الأساسية في هذا الصدد هي أن دستور 2005 لا يصف السياسة النفطية بصورة محددة كواحدة من وظائف السلطة الاتحادية، بل ترك سلطة رسم السياسة النفطية ومراقبتها غامضة بصورة متعمدة، مما فتح الباب لخلافات شبت نارها بالفعل وقد تستمر مستقبلاً. ووفقاً للكاتب فإن التحدي الأكبر أمام بناء صناعة نفط حديثة في العراق، إنما يكمن في ضمان وجود نظام سياسي شفاف وذي صدقية، مع الحد الأدنى من ضمانات الأمن والاستقرار. ويقدم "كريم سادجادبور"، وهو باحث من "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، "توجيهات لمقاربة إيران"، يوضح فيها أن "الارتباط" مع إيران مقاربة يسهل تأييدها لكن يصعب كثيراً تنفيذها، وأن ما يستطيع الغرب فعله حالياً، هو أن ييسر القرار الإيراني بصيغ مقاربة موحدة، توضح لطهران أن "النية الطيبة تستولد نية طيبة"، وأن أي مقاربة تنم عن تحد تجني القليل وتكلف الكثير. وهنا يقترح الكاتب عدة مبادئ هادية؛ منها ضرورة أن يكون الحوار شاملاً لجميع القضايا، وأن تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والهند التوصل إلى إجماع على مقاربة مشتركة، وكذلك إعادة طمأنة إيران إلى أنها لن تتعرض لمزيد من العقوبات أو الإكراه إذا ما تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعاوناً كاملاً. وتحت عنوان "العمالة الوافدة وتحديات الهوية الثقافية في دول الخليج العربية"، يعتبر علي أسعد وطفة أن تلك العمالة، بخصائصها الثقافية والبنيوية، تمثل هجيناً يهدد الحياة والوجود والهوية الوطنية في دول الخليج العربية. ورغم أهمية الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول الخليجية في هذا الصدد، فإن تحديات اجتماعية وثقافية تفرض نفسها باستمرار، لاسيما أن الإجراءات التي تتخذها الحكومات الخليجية في مواجهة التهديدات المذكورة، تأخذ منحى اقتصادياً ومالياً في الغالب، رغم أن العمالة الوافدة، إلى جانب كونها ظاهرة اقتصادية ومالية، هي أيضاً ظاهرة اقتصادية واجتماعية.