إن أي نظرة حيادية تأملية في تاريخ العراق المعاصر, بما يزخر به من مصائب, تشير إلى أن أزمة القيادة فيه كانت وما تزال سبباً لا يمكن بأي شكل من الأشكال إهماله في تلك النتائج. من المؤكد أن عوامل وطنية وإقليمية ودولية عديدة أخرى لعبت دورها منفردة أو مجتمعة, كلَُ وتأثيره, في مراحل التاريخ تلك, لكن ذلك لا يعني على الإطلاق منح القيادات المتعاقبة شهادة براءة ذمة مطلقة كما هو من الإجحاف في الوقت نفسه إلقاء كل ما حدث جملة وتفصيلاً على كاهلها. الغاية هنا هي وضع تقييم علمي وموضوعي وواقعي للدور السياسي الذي لعبه هذا وذاك وليس المساس بالشخصية الإنسانية بصفاتها الذاتية المجردة, حيث نرى أن بعضهم يتجنى على الحقائق التاريخية عندما يرتكز فقط في حكمه على الأداء السياسي على قاعدة ( أذكروا محاسن موتاكم ). كما اعتقد أن كثيرين يتفقون على أن الحكم على الأداء السياسي كإحداثيات متحركة يجب أن يُشاهَد ويُقاس وتبنى معادلات تقييمه، استناداً إلى إحداثيات ثابتة في لحظة المشاهدة والقياس, حيث المقارنة الصحيحة يجب ان تقوم بين الواقع والعياري أو التمني وليس بين الواقع والموجود أو المتاح. وديع بتي حنا- السويد