حاجة أميركية في ظل الإدارة الأميركية الحالية، تحولت الولايات المتحدة "شرطي العالم"، لكن الساحات التي أراد من خلالها المحافظون الجدد بسط هيمنتهم على الكرة الأرضية كلها، أصبحت رمزاً لمقاومة أميركا وتزايد الكراهية ضدها. ويبدو أن الولايات المتحدة في غنى عن تلك السياسة، بل هي أحوج ما تكون اليوم إلى نهج مضاد، يركز على مواجهة التحديات الداخلية، ومضاعفة العون الخارجي لصالح الفقراء والجياع، والتصدي للتهديدات البيئية، وإيجاد سياسات جديدة في مجال الطاقة، وإعطاء أولوية لسياسة الحوار والتفاهم وتقارب الحضارات... إنه النهج الذي حاربته الإدارة الحالية حين أخذتها غواية القوة وأساليب الحسم العسكري البحت. جمال محمد- القاهرة قدمت الدول العربية، فرادى ومجتمعة، مبادرات سلام كثيرة، وتنازلت كما لم يتنازل طرف في التاريخ، وتفانت كثيراً في تقديم التزاماتها خدمة للسلام وبحثاً عن تسوية للمأساة الفلسطينية... لكن كل ذلك لم يزد الطرف الإسرائيلي ـ ومعه الأميركي ـ إلا تصلباً على تصلب؛ إذ نجده يتراجع في كل مرة عن التزاماته السابقة، ويضيف إلى اشتراطاته اشتراطات أخرى، ويطالب بإعادة التفاوض حول قضايا متفق عليها، ثم يمعن في تجزئة القضية إلى قضايا وملفات لا أول لها ولا آخر... فإلى متى يستمر هذا النهج الإسرائيلي؟ وهل يستمر العرب في رضوخهم له؟ سليم محسن- الشارقة