الفيتو بالمفهوم السياسي الذي نعرفه هو حق الاعتراض على أي قرار من قرارات مجلس الأمن دون إبداء سبب الرفض ويعطى هذا الحق للدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وهي (أميركا وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا) ويستخدم بهذا الحق منذ إنشاء هيئة الأمم المتحدة، وإذا كانت روسيا وقبلها الاتحاد السوفييتي الأكثر استخداماً للفيتو خاصة في أيام الحرب الباردة حوالى 120 مرة، فإن أميركا الآن هي الأكثر استخداماً له حيث استخدمت "الفيتو" سبع مرات في آخر تسعة استخدامات لـ"الفيتو" لتصل استخدامات أميركا الاجمالية الى حوالى 76 مرة. لكن الطريف بالأمر والمحزن أيضاً والشيء الواجب الانتباه اليه هو أن أميركا في آخر 7 استخدامات لـ"الفيتو" استخدمته 6 مرات لصالح إسرائيل منعاً لتوجيه النقد للحكومة الإسرائيلية فكيف يكون القرارعادلاً للدول وكيف نقنع الشعوب به ما دامت الهيئة التي تتبنى إصدار القرار لا تستطيع إصدار قرار يدين قتل موظفيها. مما سبق نرى كيف يستخدم "الفيتو" لمصالح الدول الكبرى والمتابع للأحداث السياسية على ساحتنا العربية يرى استفادة إسرائيل من حق "الفيتو" بدعم أميركي غير مسبوق.. لذلك لابد من استمرار المطالبة في بعض التعديلات في هيئة الأمم المتحدة وإنهاء العمل بحق "الفيتو" واللجوء إلى التصويت الديمقراطي على مبدأ الأكثرية. لكن المفارقة الأخرى هي أن أي تغييرات لميثاق الأمم المتحدة يجب أن يقرها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن حسب القانون وهم المتمتعون أصلاً بحق "الفيتو"، ولم يعلن أي منهم استعداده للتخلي عن حق "الفيتو" الذي يتمتعون به وهم المقدمون بالأساس حوالى نصف ميزانية هيئة الأمم المتحدة، فكيف ستتم بعض التغيرات والواجب عليه التغير هم من يستفيدوا من الوضع الحالي للمنظمة. جميل لحام - سوري مقيم بالإمارات