ظهرت مشكلة الاندماج المطروحة بقوة بين الجاليات المسلمة في أوروبا وبين المجتمعات المضيفة خلال الفترة الأخيرة، على خلفية مسألة الحجاب والنِّقاب، وتعاظم خطر الحركات الأصولية في صفوف الجاليات، ومن هنا طُرحت مسألة "الخصوصية والذاتية... بين أوروبا والإسلام" التي ناقشها بعمق مقال الدكتور رضوان السيد ليوم الأحد الماضي. ولكن بغض النظر عن الأخطاء التي يقع فيها البعض داخل الجاليات المسلمة في أوروبا، فإن خطاب الدول الأوروبية الموجَّه إلى الجاليات مرتبك وخاطئ، ويكرس ازدواجية فجة في المعايير. ففي الوقت الذي يتحدث فيه الأوروبيون دون أي حرج عن حق الاحتفاظ بالخصوصية الكاملة للجاليات المسيحية والأقليات في الدول العربية، نجدهم يحاولون فرض الاندماج على الجاليات المسلمة في أوروبا، دون أدنى اعتراف بحقها في الحفاظ على ثقافتها وخصوصيتها. بوعلام الأخضر - باريس