لم أصدق في البداية أن مقال "مفارقة التقدم الصيني: اقتصاد يتجاوز مجتمعه"، هو فعلاً لكاتبه ألفين توفلر، ذلك المفكر العملاق الذي قرأت له قبل حوالي عشرين عاماً كتاب "الموجة الثالثة"، والذي قدم فيه رؤية جديدة لمفهوم التغير الاجتماعي وانتظاماته ومراحل التطور في التاريخ البشري، من خلال نموذجه الثلاثي متمثلاً في موجة الثورة الزراعية، ثم موجة الثورة الصناعية، وأخيراً موجة الثورة الالكترونية أو ما بعد المجتمع الصناعي. وقد لاحظت تبسيطاً يصل حد الإسفاف والافتقار إلى الرؤية الكلية في مقاله الأخير، وذلك حين وضع نفسه موضع المحرر الصحفي الذي يقدم تقريراً حول حالة الخدمات الاجتماعية في الصين، مستعرضاً بعض الأمثلة على التردي الذي تعانيه تلك الخدمات، ثم يطعم تقريره بآراء لكتاب يرون أن التقدم الاقتصادي الصيني لن يستمر خلال السنوات القادمة... فأي عذر لكاتب كبير يفاجئنا بمستوى أقل كثيراً مما عرفناه عنه سابقاً. إبراهيم الجيلاني- المغرب