ما أكثر أمثال أولئك المُدَّعين –والمُدعيَّات أيضاً- الذين فضحهم مقال الدكتور أحمد عبدالملك: "بين القواطي والدرامات" في العديد من مجتمعاتنا العربية. صدفةً ودون سابق إنذار يتحول الواحد منهم إلى نجم من نجوم الفضائيات، فيطلع "على الهواء" مباشرة يفتي وينظِّر ويضرب أخماساً في أسداس. أو فجأة يصبح الواحد منهم "فناناً كبيراً" أو "مذيعاً ألمعياً" أو –وهذا هو الأكثر- يحمل صفة "محلل سياسي" مرة واحدة، وهي صفة محببة لدى كثير من الفضائيات للتخلص من الأشخاص الذين يتعبون أقسام التنسيق فيها ومخرجي البرامج بلجاجة طلبهم وإلحاحهم من أجل إشراكهم في أي برنامج. والفرق بين المبدعين الحقيقيين الذين تحدث عن معاناتهم الدكتور عبدالملك وبين المُدعين "القواطي"، هو أن المبدعين حتى لو تم تهميشهم واستبعادهم من مواقع التأثير هم من يبقى في النهاية، أما المدعون فهم مثل الطبول الجوفاء، ومثل الزبد الذي يذهب جفاءً، لأنه لا نفع فيه. بوعلام الأخضر - باريس