انتفاضة الرهبان الأخيرة التي وقعت في بورما للمطالبة بالديمقراطية والاحتجاج على استمرار الحكم العسكري القائم هناك منذ عشرين عاما، أثارت من ناحية الإعجاب بالدور الإيجابي الذي لعبه الرهبان البوذيون الذين يحظون باحترام كبير في تلك البلاد في التعبير عن الآمال والطموحات الشعبية ولكنها من ناحية أخرى جعلت المرء يقارن بين هذا الدور الإيجابي والدور السلبي الذي يمارسه بعض رجال الدين في عالمنا الإسلامي الذين تركوا كافة المشكلات التي تعاني منها الأمة الإسلامية وهي كثيرة ولا حصر لها وشغلوا أنفسهم بمسائل ليست ذات أهمية قصوى في الوقت الراهن. وانشغل بعض منهم كذلك بإصدار الفتاوى الجهادية التي يساء تأويلها من بعض الشباب المتحمس فتورده موارد الهلاك والانتحار. والمثير للأسف أن رجال الدين كانوا يلعبون في الماضي أدوارا خالدة في حشد وتعبئة طاقات الأمة ولكنهم توقفوا عن كل ذلك وتفرغوا لممارسة أدوار جديدة اتخذت من شاشات الفضائيات ساحات لها. إبراهيم جلال- القاهرة