اللغة الحادة والعنوان السليط اللذان ميزا مقال الكاتب الأميركي جولز ويتكفر: "نهاية اللعبة في العراق... اخرجوا من دون مماطلة"، يعكسان طرفاً من الشد والجذب القائمين الآن في بلاد "العم سام" بخصوص مآلات ونهايات حرب العراق. فقد أدرك الأميركيون العاديون متأخرين جداً أن بلادهم أقحمت نفسها في حرب غير ضرورية، وأنها أدارت ما بعد الغزو بأسوأ طريقة ممكنة، فحلَّت مؤسسات الدولة العراقية، وأحيت النعرات الطائفية والعرقية، وحين أفلت مارد العنف من القمقم العجيب الذي جاء به بريمر، أدمنت الإدارة الأميركية على معالجة الأزمة بتخليق أسباب تأججها واحتدامها، وكأنها ترفع شعار: يا أزمة اشتدي تنفجري! ولأن الشعب الأميركي يحمل ثقافة ديمقراطية تحررية، ها هو الآن يقول لتلك الإدارة التي خدعته: قفي عند حدك، كفى فشلاً، وحرباً لا جدوى منها. فيصل النبوي - القاهرة