من يقرأ مقال الدكتور أحمد البغدادي: "تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب"، يظن أن ثقافتنا العربية تنفرد عن بقية ثقافات العالم بتاريخها الخاص في مجال حرق الكُتب، أو في وجود نوع من الثقافة المقموعة المرفوضة المغيَّبة. والحقيقة أن الثقافة الأوروبية هي صاحبة الرقم القياسي في هذا المجال، فمحاكمة سقراط الشهيرة، وتغييب نظرية السوفسطائيين، وتاريخ محاكم التفتيش، ومنع نظريات وأفكار خلاقة كثيرة، واتهام كثير من المبدعين والمخترعين العباقرة بالسحر والهرطقة وحرقهم وحرق كتبهم، كل ذلك كان على الدوام بمثابة الرياضة الصباحية عند الأوروبيين، والغربيين عموماً، الذين لا يقلون عنا نحن العرب تشدداً ولا تعصباً لثقافتهم السائدة. جمعة الزهراني - جدة