يدور جدل واسع في الولايات المتحدة والغرب بشكل عام حول تحديث التعليم ليتواءم مع متطلبات القرن الجديد.. الاختبارات الدولية التي دخلتها الولايات المتحدة كشفت أن الطلبة الأميركان متأخرون مقارنة بالطلبة الآخرين في العالم خصوصاً في مجال الرياضيات والعلوم وبعض المجالات الأخرى.. ففي دراسة مقارنة للطلبة الذين أعمارهم 15 عاماً جاء ترتيب الولايات المتحدة 24 من بين 29 دولة صناعية في مجال الرياضيات والعلوم حيث تساوت الولايات المتحدة مع جمهورية لاتفيا وهي جمهورية صغيرة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. ويتساءل التربويون الأميركان لماذا تقدم الأطفال في فنلندا وكوريا واليابان وهونج كونج وكندا على طلابنا؟ وقد طرح التربويون تساؤلات حول عدم اهتمام أولوياء الأمور بقضايا التعليم لأبنائهم. الكونجرس الأميريكي سارع هذا العام بسن قانون للمنافسة مع الآخرين يوفر البلايين من الدولارات لتعليم الطلاب الرياضيات والعلوم وتحديث المناهج في هذا المجال. أين نحن العرب ودول الخليج خاصة من المنافسة الدولية في مجال التعليم خصوصاً في التخصصات العلمية من رياضيات وعلوم؟ الدراسات الدولية تشير إلى بعض الدول في مجال الرياضيات، حيث جاء طلاب هونج كونج بالمرتبة الأولى، وبعدهم طلاب فنلندا، والثالث كوريا، والمرتبة السادسة اليابان، والمرتبة السابعة احتلتها كندا، والتاسعة الصين مقاطعة (مكاو) البرتغالية. وجاء ترتيب فرنسا 16 وايرلندا 20 وإسبانيا 26 والولايات المتحدة 28 وروسيا 29 وإيطاليا 31 واليونان 32 والمكسيك 37. الدولة العربية الوحيدة التي تميزت في مجال الرياضيات هي تونس وجاء ترتيبها 39. أما في مجال العلوم فجاء طلاب فنلندا في المقدمة وبعدهم اليابان والمركز الرابع احتلته كوريا والسابع الصين (مكاو)، وجاء ترتيب طلاب فرنسا 13 وإيرلندا 16 وإسبانيا جاء ترتيب طلابها 26 وبعدها روسيا، أما الدولة العربية الوحيدة التي برزت في مجال العلوم فهي تونس بترتيب رقم 40. يلاحظ من نتائج الاختبارات الدولية في مجال العلوم والرياضيات أن بعض دول العالم الثالث قد كسرت الحواجز العلمية وتقدمت على العديد من الدول الأوروبية والأميركية.. والسؤال: أين العرب من الثورة التعليمية التي تسود العالم في مجال الرياضيات والعلوم؟ ماذا عن الدول الخليجية؟ التعليم في القرن العشرين لا يتلاءم مع عالمنا المعاصر في القرن الحادي والعشرين.. فما هو موجود لدينا هو مناهج القرن العشرين التي تحتاج إلى تغيرات جذرية لتواكب التحولات في العالم. علينا في دول مجلس التعاون الدخول في المسابقات الدولية لاختبار مستوى طلابنا الأكاديمي مقارنة بزملائهم في دول العالم.. ربما نصاب بالإحباط من النتائج لكن ذلك أمر مهم أن نتعرف على مستوانا وبعدها نقرر أن نعترف بقصورنا في مجال التعليم.. كل الدول المتحضرة والمتخلفة يعترف قادتها بتردي التعليم لديهم لتصحيح المسار.. ليس عيباً أن نستعين بالخبرات الأجنبية أو الآسيوية مثل كوريا لتحسين أداء مناهجنا التعليمية.