من مأزق "بلاك ووتر" في العراق... إلى إشكالية "التمثيل" في المحادثات الكورية فضائح شركات الأمن العاملة في العراق، وهجمات حزب العمال الكردستاني ضد أهداف داخل تركيا، وتدهور الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور، ومشكلة "التمثيل" في اتفاق لإنهاء حالة الحرب بشكل رسمي بين الكوريتين... مواضيع أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. خصخصة الأمن في العراق: صحيفة "ذا هيندو" الهندية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس لتسليط الضوء على شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق على ضوء حادثين مؤلمين وقعا مؤخراً، الأول فتح فيه موظفو شركة "بلاكووتر" النار بشكل عشوائي في ساحة مكتظة بالناس في بغداد، مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً وجرح العشرات؛ أما الثاني، فوقع في التاسع من أكتوبر وأُطلق خلاله وابل من الرصاص على سيارة، ما أسفر عن مقتل راكبتيها. وتقول الصحيفة إن موظفي الشركات الأمنية العاملة في العراق، وحتى عهد قريب، لم يكونوا خاضعين للقانون الأميركي أو العراقي، وهو الأمر الذي ما كان يمثل نوعاً من "الحصانة التي دفعت المرتزقة إلى الاعتقاد بأنهم يستطيعون فعل ما يشاءون" من دون محاسبة. غير أن الصحيفة نقلت عن بعض التقارير الإخبارية قولها إن القانون العسكري سيطبَّق من الآن فصاعداً على كل العاملين في الشركات الأمنية، وهو ما تعارضه هذه الشركات لعلمها بمدى حاجة الإدارة الأميركية إليها، على اعتبار أنه لا يوجد ما يكفي من القوات العسكرية للنهوض بمهام حماية مسؤولي الدولة، موضحة أن عدد موظفي الشركات الأمنية العاملة في العراق يقدَّر بعشرات الآلاف. إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن هناك جانباً مظلماً ومشبوهاً بخصوص خصخصة الشؤون الأمنية؛ وفي هذا السياق، نقلت عن صحيفة "نيويورك تايمز" أن شركة "بلاكووتر"، التي تلقت أقل من مليون دولار من الحكومة في 2001، تتوفر اليوم على ما قيمته مليار دولار من العقود مع الإدارة الأميركية، مضيفة أن كوادر الشركة معروفون بانتمائهم إلى الحزب "الجمهوري"، بل ومنهم أشخاص عملوا سابقا لحساب إدارة بوش. تركيا وحزب "العمال": صحيفة "ديلي نيوز" التركية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء لوصف حالة الحزن والغضب التي تنتاب الشارع التركي على إثر التصعيد الخطير في عمليات حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا، وكان آخرها مقتل 15 جندياً تركياً خلال الأيام الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى "الحدث الأبرز" هذا الأسبوع ألا وهو انعقاد المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب في البلاد برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، موضحة أن المجلس أمضى ما يقارب الساعتين في جلسة مغلقة. وحسب بيان مكتوب صدر في أعقاب الاجتماع قررت تركيا تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب، ومن ذلك إمكانية القيام بعملية عسكرية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، واتخاذ تدابير اقتصادية ومبادرات دبلوماسية من أجل وضع حد لوجود "العصابة الإرهابية الانفصالية" في العراق. ولكن الصحيفة قالت إن الأتراك يتوقعون من الحكومة التركية أن تتخذ تدابير "تثبت لأصدقاء تركيا وأعدائها أن إيذاء تركي واحد مغامرةٌ مكلفة جداً، وأن الوحدة الترابية لتركيا وأمن الأتراك، أهم بكثير من أي شيء آخر". واختتمت بالقول إن الأيام المقبلة ستكشف عما إن كانت الحكومة قد قرأت وفهمت الرسالة جيداً أم لا. "تدهور دارفور": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأمس الخميس والتي أفردتها للتعليق على تدهور الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور السوداني المضطرب في ضوء مقتل وجرح عشرين جندياً من قوات حفظ السلام الإفريقية. الصحيفة رأت أن الهجوم، الذي يعد الأكثر جرأة من نوعه الذي يستهدف قوات لحفظ السلام منذ قدومها إلى دارفور، ينطوي على دلالتين رئيسيتين. الأولى، تكمن في أنه في حال كانت واحدة من المجموعات المتمردة وراء الهجوم، مثلما تذهب إلى ذلك معظم التخمينات، فإنه -في هذه الحالة- يؤشر على صراع دامٍ اختلط فيه الحابل بالنابل، ولاسيما في ضوء أخبار تتحدث عن هجمات ضد عمال الإغاثة الدوليين، مما أدى إلى انسحاب العديد من المنظمات الإنسانية. وتتمثل الدلالة الثانية في قصور قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي وضعفها؛ إذ يفترض أن يرتفع عديد القوات الحالية من 7000 رجل إلى 26000 رجل هذا العام، على أن تكون تحت قيادة مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. ولكن الصحيفة ترى أنه من غير الواضح ما إن كان عدد الجنود يفي بالغرض، وما إن كان هؤلاء الجنود يتوفرون على المهارات والمعدات اللازمة لحفظ الأمن. وحسب الصحيفة، فإن جل الدلائل والمؤشرات تشير إلى تورط المتمردين، وهو ما يطرح مشكلة بالنسبة لمن يريدون لهذا النزاع أن يكن نزاعاً واضح المعالم يكون فيه الأخيار والأشرار محددين. والحال أن الوضع في دارفور مشتبك ومعقد. وشددت الصحيفة على أهمية محاسبة أي طرف في حال ثبت أنه عرَّض السلام للخطر وهدد المدنيين، على أن تلك هي نقطة البداية بالنسبة للسلام في دارفور. سلام الكوريتين: صحيفة "هيرالد" الكورية الجنوبية تناولت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس اتفاق الزعيمين الكوريين الشمالي "كيم يونغ إيل" ونظيره الجنوبي "رو مو هيان"، خلال قمتهما الأسبوع الماضي في عاصمة "الشمال" بيونغ يانغ، على "إعلان نهاية للحرب الكورية". والجدير بالذكر هنا أن الحرب التي اندلعت بين الكوريتين خلال الفترة ما بين 1950 و1953 لم تنتهِ رسمياً، وإنما عُلقت بعد توقيع اتفاق هدنة. الصحيفة اعتبرت أنه من الضروري والعاجل إنهاء الحرب بشكل رسمي وإحلال السلام داخل شبه الجزيرة الكورية، غير أن ذلك لن يكون بالأمر اليسير على اعتبار أن الأمر يعني بلداناً أخرى. ذلك أن الحرب جمعت بين القوات التابعة للأمم المتحدة (نحو 15 بلداً)، وفي مقدمتها الولايات المتحدة؛ وكوريا الشمالية المدعومة من قبل الصين. ونتيجة لذلك، فقد وقع الهدنة باسم القوات التابعة للأمم المتحدة مسؤولٌ عسكري أميركي، وباسم الجيش الكوري الشمالي الشعبي والصينيين جنرالٌ كوري شمالي، وهو ما يجعل من مسألة التمثيل مسألة صعبة، ولاسيما أن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تريدان قصر عدد المشاركين على ثلاثة أو أربعة، مثلما ورد في اتفاق الزعيمين، لتشدد الصحيفة بعد ذلك على أهمية عدم التسرع، وضرورة أن تأخذ سيئول كل الوقت الذي تحتاجه من أجل التحضير لقمة إعلان نهاية للحرب، وذلك بغض النظر عن طابعها الاستعجالي. إعداد: محمد وقيف