مهما يكنْ الرأي في المؤتمر المزمع عقده لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط، فإنه يمثل حقيقةً خطوة ملموسة تتجاوز الكلام الإنشائي الذي طالما شنَّفت إدارة الرئيس بوش آذاننا بتكراره دون أن تتبعه خطوات ملموسة. ولذلك فليسمح لي الدكتور محمد السيد سعيد إذا اختلفتُ مع ما جاء في مقاله: "مؤتمر واشنطن... منحة عربية بلا مقابل". فالعرب الذين سيذهبون إلى ذلك المؤتمر ليسوا ملزمين مبدئياً بتقديم تنازلات بلا مقابل، والمواقف والمِنح ما زالت في محافظ وجيوب المفاوضين. وأن تجتمع مع خصمك بنوايا صادقة على طاولة واحدة خير ألف مرة من بقاء الفرقاء مستسلمين لحالة الركود المريرة التي تمر بها التسوية منذ سنوات طوال. ليعقد المؤتمر أولاً، ولنرَ نتائجه، وتداعياته، فالحركة فيها بركة، كما يقال. منصور زيدان – دبي