تحت عنوان "تحية للمعلم"، قرأت مقالاً للدكتور خليفة السويدي، وفي رأيي أن الكاتب كان على حق عندما أشار إلى أن المهن التعليمية من أشرف المهن وأعظمها، فإذا نجحنا في التعليم سيتقدم المجتمع في كل مجالات الحياة. الطفرات التقنية التي نعيشها إنما هي نتاج التعليم. لكن كثيرا من طلبة العلم لم يعرفوا حق قدر المعلم وعظيم فضله عليهم، وربما كان السبب لعدم إدراك أهمية وجود معلمين متميزين وقدوة للجميع، وربما لأنهم قابلوا معلمين في حياتهم المدرسية والجامعية سيئي الطباع كانوا سبباً في هروبهم من مهنة التدريس. ومن جلساتي مع بعض الخريجات اللواتي تخصصن في التربية، عرفت بأن عددا كبيرا منهن اخترن هذا التخصص بقرار من الأهل، فكثير من العائلات لا تسمح لبناتها العمل في أماكن مختلطة، فلا يوجد مكان غير التدريس، وحتى بعدم وجود رغبة لدى الطالبة في التعليم لكنها تحقق أمنية أهلها، وللأسف بعض الطالبات لا تناسبهن مهنة التعليم. وطالبات أخريات هن قدوة بكل معنى الكلمة ويدركن قيمة التعليم ومعانيها الجليلة إلا أنهن يفضلن العمل في شركات مختلفة غير التدريس، وأرى بأنه من واجب معلمي الجامعة تحفيز كل هؤلاء الطلبة من بداية التحاقهم للجامعة، والتركيز على نقاط قوتهم، وعمل دورات خاصة بهم، وأخذهم لرحلات خارجية حتى يتعلم كل خريجي جامعة معنى تربية جيل قوي مستعد يضحي لأجل الوطن. فلا أعتقد بأن شهادة بكالوريوس وحدها تكفي لتصقل مواهب الطالب ليكون معلماً في الغد. شمة محمد- أبوظبي