لا شك أن الأزمة الصومالية لم تنل ما تستحقه من اهتمام على الساحة العربية، إلا منذ شهور قليلة عندما ظهر على السطح خطر "المحاكم الإسلامية"، وعندما بدأت أثيوبيا تتدخل بشكل صارخ في الشؤون الصومالية. الصومال بلد عربي وكان من الأولى أن تُحل مشاكله داخل البيت العربي. الصومال يقع في منطقة ذات أهمية استراتيجية، ويبدو أن هذه الأهمية هي التي شجعت الولايات المتحدة على منح إثيوبيا الضوء الأخضر للانهماك في الشأن الصومالي، والدخول في حرب بالوكالة عن واشنطن ضد "المحاكم الإسلامية". غريب جداً أمر عالمنا العربي الذي لا يحسم مشكلاته إلا بعد أن يتم تدويلها، وغريب جداً أن يتفاقم انكشاف الأمن العربي يوماً بعد يوم بسبب غياب الاستقرار واستفحال التدخلات الخارجية. الصومال نموذج على خطورة التدهور الأمني وضعف النظام السياسي في عالم لا مكان فيه للكيانات الضعيفة، وفراغ السلطة فيه لا يعني إلا الاحتلال أو الانزلاق إلى المجهول. فاروق نجم الدين- دبي