مر السودان منذ استقلاله بتجارب وصيغ حكم مختلفة، فقد عرف النظام النيابي، ثم وقع تحت حكم عسكري خاضع لنفوذ الحزب الشيوعي، ليجرب في مرحلة أخرى أيديولوجية تحاكي التجربة الناصرية في مصر، عاد من بعدها إلى صيغة النظام البرلماني، ثم إلى الحكم العسكري المطعم بتوجهات إسلامية... لكن خلال كل التجارب وأطوار التقلب التي مر بها، كان السودان ينتقل من إخفاق إلى إخفاق؛ فلا الديمقراطية استطاعت أن تقدم من الإنجازات ما يحميها من غدر العسكر، ولا النظم الثورية ذات الشعارات الأيديولوجية حققت وعودها... بل انتقلت الجبهة الداخلية من ضعف إلى ضعف، ومن احتراب أهلي إلى آخر! محمد محمود أحمد- لندن