كان التوصيف الذي كتبه الدكتور برهان غليون في مقاله الأخير حول "أصل المصاب العربي"، توصيفاً دقيقاً ونافذاً في العمق، إذ شخّص أزمة الاجتماع العربي، محدداً أسبابها وعوامل استمرارها، لكن المشكلة أن الكاتب ينتهي إلى نوع من علاقة الدور المتسلسل بين الواقع والنظرة الثقافية، وإن أعطى الغلبة للشق الأخير... وفي ذلك تبسيط يفقد التحليل قوة منطقه. فالمصاب العربي كبير وجلل بلا شك، لكن عوامل إنتاجه كثيرة ومتعددة؛ ولا حاجة للتنقيب في لفائف الدماغ العربي بحثاً عن السبب الكلي للمشكلة؛ فنحن أمة تكالبت عليها الأرزاء وموجبات التخلف والهزيمة والقهر... بكافة صنوفها، لذلك لا تحدقوا بعيداً إلى حنايا الثقافة وتحليلات الخطاب الثقافوي المكرر. نبيل السيد- القاهرة