قرأتُ مقال الدكتور برهان غليون: "في أصل المصاب العربي"، وسأتوقف ضمن هذا التعقيب السريع عليه عند العنوان فقط. فمن يقرأ هذه الكلمة يتصور أن ثمة مصاباً عربياً واقعاً، أو حتمياً بصدد الوقوع. والحقيقة أن الكثير من الكُتاب العرب، ومنذ النكسة الحزيرانية الشهيرة، حوَّلوا الحديث عن "الكارثة" و"الأزمة" و"النكبة" و"المصاب" و"المصيبة" و"أم المصائب" العربية... الخ، إلى نوع أو غرض من أغراض الأدب السياسي، إن جاز التعبير. ووجه اعتراضي على عنوان الكاتب الكريم هو أنه حتى إذا كانت الحالة العربية الحالية حالة صعبة ومعقدة وكثيرة التحديات، فإنها ليست مصاباً أو مصيبة نزلت بنا كالقضاء والقدر الآتي من السماء. إنما هي حصيلة تفاعل جملة من العوامل المؤثرة والعناصر المكونة، التي حشرت الوضع العربي في الزاوية الحرجة التي يجد نفسه فيها الآن. ولابد من فهم هذه العوامل والعناصر وتفكيكها ونزع أي غموض أو التباس عنها، إذا كنا نريد الخروج من المأزق. نادر المؤيد – أبوظبي