تناقضات التحول في أوروبا الشرقية Journal of Democracy الديمقراطية وما يتعلق بها من قضايا عادة ما تكون المحور الرئيس لدورية Journal Of Democracy التي تصدر كل ثلاثة أشهر عن جامعة "حونز هوبكنز". وتحت عنوان "من الوهن الديمقراطي إلى ردة الفعل الشعبية"، يرى "جاك روبنيك" مدير الأبحاث بـ"المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية في باريس"، والأستاذ الزائر في "كلية أوروبا" ببروغ- بلجيكا أن المشهد السياسي في دول وسط وشرق أوروبا بعد مرور عقدين تقريباً على سقوط المنظومة الشيوعية يتسم بالتناقض بين الإيجابي والسلبي، فمن الظواهر الإيجابية أن عشر دول من بين الدول التي كانت تشكل الكتلة الشرقية فيما مضى، قد تم استيعابها في منظومة الاتحاد الأوروبي، ومنها أيضاً أن هناك موجة حديثة من الديمقراطية في بعض الدول مثل أوكرانيا إلى البلقان، مما يدل على أن تلك الدول التي أخفقت في تحقيق التحول الديمقراطي تحاول جاهدة اللحاق بالركب والاستفادة من الفرصة الثانية. أما الظاهرة السلبية، فهي أن بعض الدول التي اعتقد العالم أن الديمقراطية قد ترسخت فيها قد ظهرت فيها بعض علامات التراجع عن الديمقراطية، علاوة على أن التوقعات الوردية التي أحاطت ببعض الثورات التي بدت واعدة قد أصبحت أقل وردية، بل وقد تبين أن الممارسات الرسمية في تلك الدول لا تختلف كثيراً عما كان الحال عليه قبل التحول الديمقراطي المزعوم. وتحت عنوان: القصة المسكوت عنها للنضال من أجل حقوق الإنسان، "لادان بوروماند"، وهي ناشطة إيرانية في مجال حقوق الإنسان تقول إنه على الرغم من الحيوية التي تتمتع بها حركة المجتمع المدني في إيران، لا تزال هذه الحركة معرضة للكثير من المخاطر من جانب النظام الإيراني، وإن تلك المخاطر قد ازدادت منذ وصول محمود أحمدي نجاد للحكم، والنتيجة أن العنف ضد هذه المنظمات وناشطيها من قبل أجهزة الدولة قد ازداد بمعدلات كبيرة، كما تعرضت الحركة للعديد من المضايقات والاعتقالات العشوائية وحرمان الطلاب والطالبات من الدراسة في الجامعات، وفرض ضرائب باهظة على من تعتبرهم خارجين على النظام، بل ولجأت الدولة في أحايين كثيرة إلى تطبيق حد الجلد بشكل شبه يومي على نشطاء المجتمع المدني. وتشير الكاتبة إلى أن نشطاء الحقوق المدنية الإيرانية قد حاولوا حماية أنفسهم من خلال اللجوء إلى أسلوب القيادة الجماعية بحيث لا يعتمد بقاؤها على شخص واحد، أو حتى مجموعة قليلة من الأشخاص، وأنهم يلجؤون إلى النضال من أجل ترقية مبادئ حقوق الإنسان في إيران من خلال التعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية، سواء داخل إيران أو خارجها، وأن الدولة تحاول مواجهة ذلك عزلهم من خلال إظهار أنهم لا أهمية لهم أو من خلال اتهامهم بتلقي أموال مشبوهة من جهات أجنبية، وطالبت في نهاية المقال الدول الديمقراطية حول العالم بأن تدرك أن مساعدة جماعات المجتمع المدني في إيران هي الشيء الصحيح الذي يجب أن يؤدوه، بل إنه ضرورة حيوية لأمنهم القومي وأمن شعوبهم أيضاً. ـــــــــــــــــــــ "المستقبل العربي": الوحدة المغاربية والعراق... إلى أين؟ ---------------- تضمن العدد الأخير من مجلة المستقبل العربي، الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية، طائفة من البحوث والمعالجة، تصدرتها ورقة للدكتور خير الدين حسيب تساءل في عنوانها "العراق... إلى أين؟"، وحاول أن يقدم رؤية استشرافية لمستقبل العراق، مناقشاً سيناريو التفتت والانقسام، وسيناريو الحرب الإقليمية، وسيناريو زوال الاحتلال وصعود التوجهات الوطنية الوحدوية. كما ناقشت دراسة للدكتور وليد خدوري "معضلات سياسية في تطوير صناعة النفط العراقية"، وطرح كريم سادجاديور "توجيهات لمقاربة إيران"، كما استعرضت سعاد خبية أوضاع "أطفال العراق والواقع الصحي". وفي معالجة فلسفية كثيفة، يقارن فريد العليبي منهج التفكير في السياسة لدى كل من ابن رشد وابن خلدون. وأخيراً يتوقف علي وطفة بالدرس والتحليل عند موضوع "العمالة الوافدة وتحديات الهوية الثقافية في دول الخليج العربية". وتضمن العدد كذلك حواراً مع المفكر العربي التونسي مصطفى الفيلالي، أجراه الدكتور حافظ عبدالرحيم حول "مسيرة الوحدة المغاربية والتحديات التي تواجه الوحدة العربية وصناعة القرار". أما في باب وثائق فتضمن العدد وثيقتين هما: "النظر في احتمال حرب مع إيران"، و"تقرير اللجنة المستقلة بشأن قوات الأمن العراقية". وفي العدد أيضاً مراجعة لكتاب فاضل بيّات "الدولة العثمانية في المجال العربي: دراسة تاريخية في الأوضاع الإدارية في ضوء الوثائق والمصادر العثمانية حصراً" أعدّها محمد الأرناؤوط. ومراجعة لكتاب أحمد الموصللي "جدليات الشورى والديمقراطية" أعدّها حيدر إبراهيم علي، ومراجعة "التقرير السنوي السادس للمنظمات الأهلية العربية 2006"، أعدها صباح ياسين، إضافة إلى كتب عربية وأجنبية مختارة، وتقرير عن "مؤتمر الشرق الأوسط الجديد بين الديمقراطية والعدوان" (القاهرة، نوفمبر 2006) أعدّه محمد صلاح غازي. وتقرير عن مؤتمر "أعمال الندوة الدولية حول المحكمة الجنائية الدولية الدائمة" (ليبيا، يناير 2007) أعدّه عبد الحق بن ميمونة، وموجز يوميات الوحدة العربية، وببليوغرافيا الوحدة العربية.