يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "العرب بين الاستشراق والاستغراب"، قرأت مقالاً للدكتور خالد الحروب. وبعد مطالعتي للمقال، أود أن أسأل الكاتب عن أي أدوات سيدرس العرب الغرب من الداخل؟ وبأي منهجية؟ ألستم أنتم قد درستم المنهجية الفكرية أو بالأحرى المناهج الفكرية والفلسفية المختلفة التي نتجت في ظل التطورات والمتغيرات في الغرب، وبدل أن تشرحوا الظروف التي أنشأت هذه الفلسفات والمتغيرات التي صنعت هذه المناهج الفكرية، ذهبتم تنقلوها مع تناقضها بعضها مع بعض إلى مجتمعات لم تمر بنفس الظروف والأوضاع، التي حدثت وتحدث في الغرب بسرعة مذهلة من يوم أن كان الصراع مع الكنسية في لحظات اشتعاله. إننا بدل من أن نجد منكم عملية استغراب تكشف الآليات المادية والفكرية والتحولات التاريخية والاجتماعية والظروف الاقتصادية والسياسية والتقلبات الفلسفية والفكرية والاكتشافات العلمية والتقنية والاقتباسات المنهجية والعقلية، وجدناكم تعرضون عن هذا كله، وتنقلون فقط المذاهب المختلفة، والتي قال عنها الدكتور ذكي نجيب محمود إنها مذاهب نقلناها، وهي مذاهب يهشم بعضها بعضاً. طارق منينة- لندن