سوريا لن تحضر مؤتمر السلام... والكونفدرالية مستقبل الشرق الأوسط تغير مواقف محمود عباس قبل مؤتمر السلام، وتأكيد بشار الأسد عدم مشاركة بلاده في هذا المؤتمر، وأجندة أحمدي نجاد في المنطقة، وما يدور حول تفكك الشرق الأوسط إلى كيانات منفصلة... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "المطلوب مزيد من المرونة" في افتتاحيتها المنشورة يوم أمس الثلاثاء تطرقت صحيفة "هآرتس" إلى سلسلة اللقاءات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طيلة الفترة السابقة والتي مازالت متواصلة. وتسعى هذه اللقاءات، حسب الصحيفة، إلى تهيئة المناخ المناسب لإنجاح المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس بوش، والمقرر عقده خلال الشهر المقبل. لكن كثافة اللقاءات بين الجابين، رغم أنها تدل على جدية الطرفين في وضع أجندة واضحة ومتفق عليها للمؤتمر لا تعني بالضرورة نجاح المؤتمر، لأن درجة الانسجام بين حجم التوقعات وحقائق الواقع مازالت غير معروفة. وتتخوف الصحيفة من ألا يسفر المؤتمر عن النتائج المرجوة، لا سيما في ظل ما تقول إنه تغير في مواقف محمود عباس الذي أطلع الرئيس بوش على هامش مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه يريد انسحاباً إسرائيلياً كلياً إلى حدود 1967 دون التعديلات المتضمنة في صيغة "الأرض مقابل السلام" والمنصوص عليها في القرار 242. وبرغم أن الموقف الجديد لرئيس السلطة الفلسطينية قد يكون مجرد تكتيك يسبق المؤتمر لانتزاع أكبر قدر من التنازلات، كما تقول الصحيفة، فإن سعي محمود عباس إلى كسب الرأي العام الفلسطيني ودعم الدول العربية قد يهدد نجاح المؤتمر ويعيد مسار السلام إلى المربع الأول. "سوريا لن تحضر مؤتمر السلام" بهذا العنوان استهل الصحفي "ياءوف شتورن" تقريره الذي أعده لصحيفة "هآرتس" يوم أمس الثلاثاء وأورد فيه تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد في حوار أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية ونشر يوم الإثنين الماضي أن سوريا لن تشارك في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس بوش ما لم تطرح جميع القضايا على بساط البحث في إشارة إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. وأشار الرئيس السوري أيضاً، حسب كاتب التقرير، إلى أنه لم يتلقَ إلى غاية الآن أية دعوة قائلاً "إلى حدود الساعة لم توجه لنا أية دعوة ولم نتوصل لتوضيحات حول أي شيء"، مضيفاً "إذا لم يتطرقوا إلى الأراضي السورية المحتلة، فليس هناك مجال لذهاب سوريا إلى هناك". وقد أخبر الرئيس السوري أيضا هيئة الإذاعة البريطانية أن سوريا تحتفظ بحق الرد على الغارات الإسرائيلية المزعومة التي نفذتها داخل الأراضي السورية، حيث سبق أن وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلك الغارات على أنها "آخر الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا"، وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنها "دليل آخر على رغبة إسرائيل في تصعيد التوتر". وأضاف وليد المعلم في كلمته التي ألقاها في الأمم المتحدة أن "بعض المصادر الأميركية أطلقت إشاعات واختلفت أخبارا لتبرير هذا العمل العدواني ... وبتشويههم للحقائق يكونون قد تواطؤا مع إسرائيل". "المنطقة: وأجندة أحمدي نجاد" تطرق الكاتب الأميركي "باري روبين" في مقاله الأسبوعي على صفحات "جيروزاليم بوست" المنشور يوم الأحد الماضي إلى التحدي الذي بات يطرحه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على منطقة الشرق الأوسط والمصالح الأميركية. الكاتب يصف الرئيس الإيراني بأنه ديماغوجي يلعب على أكثر من ورقة لدعم حظوظه أولاً في الساحة السياسة الإيرانية لإزاحة منافسيه من خلال تبني موقف متشدد. بالإضافة إلى ذلك يسعى الرئيس الإيراني إلى بسط هيمنة بلاده على منطقة الشرق الأوسط وتبوء مكانة بارزة من خلال العمل على تثوير المنطقة ونشر الأيديولوجية الإسلامية على حد قول الكاتب، خاصة وأن أحمدي نجاد يعد من أكثر المخلصين لهذه الأيديولوجية. وعلى هذا الأساس يقول الكاتب إن أهداف الرئيس الإيراني إنما تتمثل في السيطرة أولا على إيران، والهيمنة على منطقة الخليج العربي، لا سيما العراق، ثم تكريس القيادة الإيرانية على منطقة الشرق الأوسط. لكن إذا كان الرئيس الإيراني الحالي يشبه في كثير من الجوانب زعماء سابقين مروا على المنطقة وأبانوا عن نزوع نحو السيطرة، إلا أن الكاتب يحذر من أن أحمدي نجاد يختلف عن هؤلاء الزعماء جميعا بسبب تصريحاته النارية وحساباته غير العقلانية التي لا تكترث بموازين القوى العالمية، وهو ما يجعل منه، حسب الكاتب، شخصاً قادراً على القيام بأشياء خطيرة. لكن بالنظر إلى طبيعة النظام السياسي في إيران الذي يجعل السلطة الحقيقية في يد المرشد الأعلى، ويوزع الصلاحيات بين مجموعة من المؤسسات، فإنه من غير المرجح أن يتمكن أحمدي نجاد من تطبيق أجندته. "الطريق نحو الكونفدرالية" الكونفدرالية هي الصيغة السياسية التي يتنبأ بها الكاتب الإسرائيلي "موتي أشكنازي" لمنطقة الشرق الأوسط في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي على صفحات "يديعوت أحرنوت". ولن يقع ذلك غداً، أو بعد غد، لكن الشرق الأوسط ،الذي كان لعقود يعتبر إحدى أكثر المناطق استقراراً في العالم يوشك على مواجهة سلسلة من الصدمات والتغييرات التي ستعيد رسم خريطته. ويرى الكاتب أننا اليوم بصدد المرحلة الأولى فقط من تلك التغييرات، حيث عملية تفكك هياكل الدولة التي صاغتها الدول الاستعمارية غداة الحرب العالمية الأولى جارية على قدم وساق. فقد شرعت القوى التي كانت خاضعة للأنظمة الاستبدادية في المنطقة بالنهوض والصراع من أجل انتزاع الحقوق. وفي هذا السياق يشير الكاتب إلى المثال العراقي الذي تولت فيه قوى عرقية وطائفية مسؤولية إدارة شؤون مناطقها بعدما تخلصت من عبء الدولة المركزية. ورغم تشبث بعضهم بالحكومة المركزية في بغداد، إلا أن تفاقم العنف الطائفي والاصطفاف الجاري بين القوى المختلفة يمهد الطريق أمام كونفدرالية تجمع المناطق العراقية المختلفة. والأمر ذاته ينطبق على دول الجوار مثل سوريا التي تصر على التدخل في لبنان وتأجيج الخلافات بين ألوان الطيف اللبناني مهيئة الظروف لانتقال العدوى إلى أراضيها. ولا ينسى الكاتب التطرق إلى إيران نفسها التي تشهد تنوعاً عرقياً وطائفياً سيبرز إلى السطح وتضعف قبضة النظام الأمنية تحت وطأة الأزمات، أو الاضطرابات الكبرى مثلما حصل في العراق. إعداد: زهير الكساب