لعل الدكتور أحمد جميل عزم مصيب تماماً في التشخيص الذي قدمه حول وضع "الفلسطينيين بين التنظيم والحركة"، وذلك حين كشف كيف تحول أكبر تنظيم فلسطيني وأعرقه، أي حركة "فتح"، من تنظيم شعبي، نضالي وتطوعي، إلى تنظيم بيروقراطي سلطوي ترتكز علاقاتها البنيوية على وظائف تنفيذية وعطاءات مالية تتداخل مع دور السلطة وأجهزة الحكم... ليسقط في مستنقع الفساد والفشل. كذلك هاهي حركة "حماس"، التي تمثل بدورها أكبر تنظيم فلسطيني حالياً، تسير في ذات الطريق نحو المستنقع نفسه، وذلك بالتماهي بين أجهزتها الحركية والأجهزة الرسمية، وبممارساتها البوليسية الواضحة. لكن ثمة جانب من الحقيقة لم يتطرق إليه الكاتب، وهو أن التنظيمين استعجلا الانتقال إلى مرحلة السلطة أو الدولة، بينما الواقع أن المرحلة لا تزال مرحلة ثورة تحرر وطني لشعب تحت الاحتلال! كريم سعيد- رام الله