"براون" يغامر بانتخابات مبكرة... والتغير المناخي بحاجة إلى سياسات جريئة هل يغامر "براون" بتعجيله موعد الانتخابات البرلمانية؟ وهل أحرز العالم تقدماً في قمة التغير المناخي الأخيرة؟ وكيف يمكن الدفع بعملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية؟،وماذا يجري في بورما؟ تساؤلات نحاول الإجابة عليها ضمن قراءة أسبوعية موجزة في الصحافة البريطانية. "براون" ومغامرة الانتخابات المبكرة: في مقال تحليلي نشرته صحيفة "ذي أبزرفور" في عددها الصادر بتاريخ الأحد 23 سبتمبر الجاري، قال الكاتب "أندرو رونسلي": تشير كافة استطلاعات الرأي العام البريطاني التي أجريت مؤخراً، وكذلك الحوار العام الدائر مدعوماً بالحالة المزاجية العامة للجمهور، إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه الناخبون لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بحلول الخريف المقبل أي في مطلع شهر أكتوبر. وقد تأكد هذا الاهتمام بالفعل خلال مؤتمر حزب "العمال" الذي عقد يوم الاثنين الماضي بمركز "بورنماوث" العالمي الذي تحدث فيه "جوردون براون" لأول مرة بصفته رئيساً للوزراء. ولا يزال يتمتع "براون" بشعبية كبيرة–حسبما أظهرتها استطلاعات الرأي العام- على رغم تتالي الأزمات التي ألمت بحكومته. وليس أكثر هذه الأزمات إيلاماً من الكارثة التي مر بها بنك "نورثورن ريك" المتخصص في مجال خدمات التمويل العقاري، الذي هرع المودعون فيه واصطفوا في طوابير طويلة عساهم ينقذون أموالهم وودائعهم قبل الانهيار التام للبنك. وقد أثارت هذه الكارثة تساؤلات جوهرية حول مدى متانة الصخرة الاقتصادية التي قامت عليها سمعة "براون" وأوصلته إلى منصب رئاسة الوزراء. لكن وعلى رغم هذه الشكوك، فمن رأي الكاتب أن هذه الكارثة نفسها ربما تعزز موقف "براون" القائل بحاجة البلاد إلى قيادة قوية في أوقات الأزمات والمحن. بل ربما تنمو وتتسع سمعة "براون" وشعبيته في أوقات المحن هذه بالذات، وذلك هو ما تشير إليه استطلاعات الرأي العام المؤيدة له ولحزب "العمال" حتى الآن. كارثة التغير المناخي: تنبأ الكاتب "كيفن واتكنس" في مقال افتتاحي نشرته له صحيفة "الجارديان" الصادرة يوم أمس، بأن قمة التغير المناخي التي عقدت خلال هذا الأسبوع لا يتوقع لها أن تسفر عن أي شيء فيما لو لم تقدم الدول الصناعية الغنية على اتخاذ خطوة قيادية جريئة حيالها في نهاية الأمر. وقال الكاتب إنه وفي حال قدرة الكلام وحده على خفض انبعاث الغازات السامة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فإن من المفترض أن تكون القمة الدولية المنعقدة خلال هذا الأسبوع بشأنها أفضل مناسبة للقضاء عليها. فقد افتتحت هذه القمة بكلمات شارك فيها 80 متحدثاً من ممثلي الدول والحكومات في جلسة افتتاحية خاصة عقدت حول المشكلة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وإضافة إلى ذلك فقد أعقبت تلك الخطب جلستان ختاميتان عقدتا في البيت الأبيض بمشاركة كافة الدول الغنية التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن انبعاث الغازات هذه. غير أن الحقيقة المؤسفة أن العالم يمضي قدماً وبخطى مسرعة نحو كارثة التغير المناخي. والسبب هو عدم اتخاذ الدول الغنية هذه للخطوة القيادية الجريئة التي تلزمها بخفض انبعاثاتها من الغازات المعنية بمعدلات تسهم حقاً في الحد من هذه المشكلة التي باتت تهدد الحياة كلها على كوكب الأرض. ولم تشهد القمة سوى تبادل اللوم وإلقاء الاتهامات بين كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. تحريك عملية السلام الإسرائيلي-الفلسطيني: قليلون جداً هم الذين يؤمنون بدنو إحلال السلام بين طرفي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. ذلك هو ما استهلت به مجلة "ذي إيكونومست" إحدى مقالاتها التحليلية عن النزاع في عددها الأخير. وعلل المقال عدم التفاؤل هذا بضعف القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء. أما قطاع غزة الذي يمثل جزءا رئيسياً من أراضي الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها عقب التوصل لإبرام اتفاق سلمي بين الطرفين، فقد أصبح في قبضة حركة "حماس" الخانقة، وبالتالي فقد خرج عن دائرة العمل الدبلوماسي. وفي الوقت ذاته تنشغل الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على ممارسة الضغط الدبلوماسي على طرفي النزاع، أشد ما يكون الانشغال بحربها على العراق، مضافة إليها توترات الأزمة النووية الإيرانية. لكن وعلى رغم كل هذه العقبات، فما من لحظة بلغ فيها حماس الفلسطينيين والإسرائيليين لإبرام صفقة سلام فيما بينهم أكثر من الوقت الحالي. وهذا هو ما تحاول جولة كوندوليزا رايس الأخيرة عمله، مدعومة بمساعي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الرامية لإقناع الطرفين على التوصل إلى المبادئ العامة التي تقوم عليها صفقة السلام المتوقع للرباعية الدولية الدفع بها عبر اجتماع يعقد لها قريباً في نيويورك. "ثورة الزعفران": في افتتاحية خصصتها للاحتجاجات الشعبية ضد الدكتاتورية العسكرية الحاكمة في بورما، قالت صحيفة "ذي إندبندنت" يوم أمس إن التهديدات لم تفلح في كسر شوكة المقاومة الشعبية، وإن الآلاف من رجال الدين والطلاب والناشطين السياسيين إلى جانب عامة المواطنين خرجوا إلى الشوارع وانضموا إلى المظاهرات المناوئة للحكومة في شتى مدن بورما الرئيسية أمس الأول. أما أعداد المتظاهرين في مدينة "رانجون"، العاصمة التقليدية لبورما، فقد تجاوز المئة ألف متظاهر، فيما أطلق عليه بعضهم اسم "ثورة الزعفران" في إشارة إلى أزياء الكهنة البوذيين الذين شاركوا بقوة في هذه المظاهرات. وجاء في المقال إن مضاعفة أسعار الوقود خلال الشهر الماضي، كان بمثابة الشرارة التي أشعلت هذه المظاهرات، غير أن السخط على النظام العسكري الحاكم ظل متنامياً على امتداد عدة عقود، بسبب وحشية النظام العسكري الحاكم وسوء إدارته، اللتين حولتا هذه الدولة المزدهرة ذات يوم إلى قطعة من الجحيم والبطش والمعاناة. وفيما يرى المراقبون فقد أصبح عمر هذا النظام معدوداً بالشهور فحسب إن لم يكن بالأيام. إعداد: عبد الجبار عبدالله