خطوات ضرورية قبل مؤتمر الخريف... وسياسة "أخف الضررين" تجاه سوريا أهمية التحضير لمؤتمر السلام المرتقب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانتقادات بالجملة لجامعة كولومبيا لاستضافتها الرئيس الإيراني، وتحديات حفظ الأمن في الضفة الغربية ... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. ...قبل مؤتمر الخريف: صحيفة "هآرتس" شددت ضمن افتتاحية عددها لأمس الثلاثاء على ضرورة التحضير لمؤتمر السلام المرتقب، والمقرر عقده الخريف الحالي في واشنطن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرة أنه من "المهم بالنسبة للحكومة (الإسرائيلية) أن تبذل كل ما في وسعها لدعم هذا الجهد الدبلوماسي، وتفادي الأعمال التي قد تضعفه". وفي هذا الإطار، شددت الصحيفة على ثلاثة أمور بصفة خاصة لاعتبارها ضرورية لنجاحه وهي: 1- أن تبدي إسرائيل انفتاحاً ومرونة في المفاوضات بخصوص تشكيل إعلان المبادئ الذي سيقدم في المؤتمر، حيث أكدت الصحيفة على أهمية ألا تكون المفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي من المرتقب أن تبدأ الأسبوع المقبل، "عملية مساومة عقيمة بين مفاوضين عُند". 2- ألا يُسمح للصراع السياسي الداخلي في إسرائيل أن يقوض الجهود الدبلوماسية؛ حيث رأت أن جهود بعض الوزراء، ولاسيما وزير الدفاع إيهود باراك، الرامية إلى التميز والنأي بالنفس عن رئيس الوزراء إيهود أولمرت عبر الدفع بتقييمات متشائمة وشروط صعبة لتسوية مع الفلسطينيين لا تعمل سوى على تعقيد سير المفاوضات. 3- أن تكون الجهود الرامية لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمعتدلين في الضفة الغربية ملموسة على الأرض، وليس مسموعة في الخطابات والتصريحات فقط؛ حيث اعتبرت أن تصريحات المسؤوليين الإسرائيليين لا تتناسب والتأخير الذي تتسبب فيه وزارة الدفاع بخصوص رفع الحواجز ونقاط التفتيش في الضفة الغربية، وإزالة "المستوطنات غير القانونية". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه مايزال ثمة شهران على موعد المؤتمر، ومن المهم أن يستغل هذا الوقت للتحضير للمراحل المقبلة من المفاوضات لحل النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية. نجاد في جامعة كولومبيا: صحيفة "جيروزاليم بوست" اليمينية كالت، ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد، انتقادات لاذعة لجامعة كولومبيا الأميركية على خلفية استضافتها للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي ألقى فيها خطاباً وأجاب على أسئلة طلبتها وأساتذتها، وذلك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورأت الصحيفة أن حرية التعبير ليست مسألة خلاف هنا، وإنما "الشرعية التي تريد جامعة كولومبيا منحها من خلال توجيه الدعوة لمتحدث ...". الصحيفة قالت إن جامعة كولومبيا، بتوجيهها الدعوة إلى زعيم دولة "يجسد جرائم دعم الإرهاب، وقتل الجنود الأميركيين، وإنكار الهولوكست، ومعارضة السلام مع إسرائيل والسعي إلى تدميرها"، فإنها تقول إنها لا تعتبر هذه "الجرائم" خطيرة. وأضافت أن الرسالة التي بعثت بها جامعة كولومبيا هي أن الرئيس الإيراني شخص على الولايات المتحدة أن تتعامل معه، أو بعبارة أخرى –تقول الصحيفة- عندما يبلغ زعيم ما مستوى معينا من القوة، "عبر الإرهاب ربما أو الابتزاز النووي"، فإنه ينبغي تنحية الاعتبارات الأخلاقية. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أنه من المؤسف أن الولايات المتحدة وبلدانا أخرى لم تنهض بمسؤولياتها بخصوص فرض تطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية، التي –تقول الصحيفة- "تهدف صراحة إلى منع حدوث الإبادة الجماعية، عبر تجريم التحريض عليها"، مضيفة أنه كان ينبغي القيام بأمر من هذا القبيل ضد أحمدي نجاد قبل سنوات. "أخف الضررين": "أي سياسة ينبغي على إسرائيل أن تتبناها تجاه النظام السوري؟ وما هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل: أن يطاح بالأسد أم يقوى أم يضعف؟". هكذا استهلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقال رأي لـ"غاي بيشور"، وفيه اعتبر هذا الأخير أن بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد أفضل من غيره من السيناريوهات، بالنظر إلى الاستقرار الذي تعرفه سوريا، ومعها المنطقة، مضيفا أن المعارضة السورية الموجودة في الخارج، والتي تريد الإطاحة بالأسد، تشترك في كرهها للرئيس وإسرائيل، وبالتالي –يقول الكاتب- فـ"لا خير أو خلاص يرجى منها". ورأى "بيشور" أن قواعد اللعبة في المنطقة "تظهر أن على الإسرائيليين أن يختاروا أقل الخسائر وليس أكثرها". وأنه بعد المقارنة بين الخيارين، فمن الواضح أن الأضرار التي يطرحها النظام الحالي، أقل من الخسائر المحتملة من قبل المعارضة. أما الأسباب، فقد أوجزها في أن مواجهة عسكرية مع جيش نظامي هي أفضل بالنسبة لإسرائيل من مواجهة منظمة "إرهابية" لا شكل لها مثل "حزب الله"؛ وأن الجيش الإسرائيلي سيكون في وضع أفضل في مواجهة جيش سوري مقارنة مع مقاتلين يفتقرون إلى المسؤولية السياسية. بعبارة أخرى –يقول بيشور- فإن إسرائيل ستكون في وضع أفضل مع استقرار سوري مقارنة مع "عرقنة، وخلافات إسلامية، وتزايد قوة "القاعدة"، وانعدام الاستقرار في هضبة الجولان ولبنان والمنطقة برمتها"، معتبراً أن الجوار الحالي مناسب بالنسبة لإسرائيل: "مصر والأردن- السلام، ولبنان وسوريا -الاستقرار"، ليخلص إلى أنه لا يوجد ما يدعو لتغيير وإضعاف هذا الوضع. "مفارقة" حفظ الأمن في الضفة الغربية: الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي "داني روبينشتاين" سلط الضوء في مقاله بعدد يوم الاثنين من صحيفة "هآرتس" على ما اعتبره "مفارقة" بخصوص مسألة الأمن في الضفة الغربية. فمن جهة –يقول الكاتب- يُخشى أن تجد الخلايا الإرهابية مجالاً لتنظيم نفسها في حال انسحاب الجيش الإسرائيلي انسحاباً كاملاً من المراكز الحضرية الفلسطينية (أو ما كان يشكل المنطقة "أ"). وعلاوة على ذلك، يخشى أيضاً أن يصبح نشطاء "حماس" أقوى ويطرحون تهديداً أكبر بالنسبة لمؤسسات السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يؤدي إلى إسقاطها مثلما حدث في قطاع غزة. وفي ظل هذه الظروف –يقول الكاتب- فإن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية اليوم يركزون على تعقب المقاتلين والقيام بعمليات اعتقال واسعة في الضفة الغربية. غير أنه من جهة أخرى-يضيف الكاتب- فإن نشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية يضمن سيطرة أجهزة الأمن التابعة لمحمود عباس على الوضع هناك، ويحول دون أن تتقوى "حماس". ولكن "روبينشتاين" حذر في الوقت نفسه من أن العكس صحيح أيضاً على اعتبار أن السلطة الفلسطينية بات يُنظر إليها بشكل متزايد باعتبارها سلطة مازالت صامدة بفضل الجيش الإسرائيلي و"المتعاونين" الذين يعملون لحساب جهاز "الشين بيت" الإسرائيلي. إعداد: محمد وقيف