بصراحة شديدة لقد أثار مقال الدكتور طارق سيف: "رمضانيات 1" شجوني، خاصة عندما قال: "لقد بات المشاهد محاصراً في رمضان، مثل كل عام، بين ثلاثية: الإسراف في الأكل، ومشاهدة المسلسلات وإملاءات البرامج الدينية، والجلوس على المقاهي، فانشغل بمعدته وترك عقله وفكره حكراً لموضوعات وروايات وقصص معادة ومكررة ومملة لا تسمن ولا تغني من جوع ثقافي وحرمان سياسي". والحقيقة أن الأمر لا يقف عند ما يحدث من سباق محموم بين الفضائيات وجهات إنتاج الدراما في كل رمضان للاستحواذ على أكبر قدر من المشاهدين، ولا عند ما يستشري من إسراف في الأكل والسهر والتسكُّع على نواصي الشوارع والمقاهي وخيم الشيشة، بل يطال بآثاره السلبية معاني ومقاصد الشهر الكريم في أذهان كثير من الناس. فشهر الرحمة والتوبة شرع أصلاً من أجل العبادة والطاعة وتربية النفس وترويضها عن الشهوات. ولذا فإن "الاختطاف" الذي تعرض له الشهر الكريم في عصرنا الحالي خطير، ولابد في مواجهته أن نقولها عالية مجلجلة: "أعيدوا لنا شهرنا الكريم". جمعة الزهراني – جدة