أثبت المغرب مرة أخرى أنه نجح في بناء مجال سياسي عصري يتسم بالحيوية والوعي والنضج. فقد تنافست التشكيلات الحزبية المغربية في انتخابات نيابية شهدت أقصى درجات التنافس والاستقطاب السياسيَّيْن، في مناخ عام يهجس بقضايا واقعه اليومي، ويبحث عن برامج مناسبة لتدبير إشكاليات الشأن المعاشي؛ كالتقليل من البطالة ومحاربة الغلاء ومعالجة الجمود البيروقراطي والإنعاش الاقتصادي ودعم الفعاليات الإنتاجية... لكن الدلالة الأقوى على نضج الناخب المغربي، كونه عاقب حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، بسبب المآخذ على أدائه بعد ما أصبح جزءاً من السلطة منذ عام 1997، وهو الدرس الذي يتعين على الأحزاب الفائزة أخذه بعين الاعتبار! نوال وكيل- باريس