في مقاله الأخير، أعمل الدكتور وحيد عبدالمجيد عقله التحليلي بكثير من الحصافة والتعمق في مسألة الخرق الإسرائيلي للأجواء السورية قبل أيام من الآن، مبرزاً أهم خلفياته وبعض الدلالات التي يعكسها على ضوء اللحظة الحالية من عمر الموقف بين سوريا وإسرائيل وأجواء الحالة الإقليمية في الشرق الأوسط عامة. لكن ثمة نقطة أساسية في هذا الموضوع، لم يتناولها الكاتب ولم يشر إليها، هي الوضع العربي الحالي ذاته، إذ أعتقد أن إسرائيل لم تكن لتقدم على التحرش ببلد عربي، لولا معرفتها بحجم وحدود رد الفعل العربي على ما تقوم به. وإلى جانب الطبيعة الاختبارية للعملية الإسرائيلية، كما يؤكد الكاتب، هناك أيضاً هذا البعد أي السعي إلى سبر "أعماق" الموقف العربي من حيث أهليته للاستجابة لتحدٍّ عسكري وأمني كهذا. وإذ نعلم كيف كان الرد العربي على ما حدث، فنتيجة الاختبار معروفة ولا حاجة للتعليق! ثائر نمر- بيروت