نحو تسريع التسوية النووية مع كوريا الشمالية... و"انتصار" غير كامل على الساحة اللبنانية دروس للبنان من مواجهات "نهر البارد"، وأصداء الغارة الإسرائيلية على سوريا خاصة ما يتعلق بحظر الانتشار النووي، وواشنطن لا تزال مُقصرة في حل أزمة اللاجئين العراقيين... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. "انتصار غير كامل في لبنان": اختارت "كريستيان ساينس مونيتور" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أمس الجمعة، مشيرة إلى أن ثمة مهمة تلي معركة الصيف الطويلة التي انتهت قبل أسبوعين في لبنان وأنهى خلالها الجيش اللبناني مواجهاته مع عناصر "فتح الإسلام" بمخيم "نهر البارد"، أحد أكبر المخيمات الفلسطينية بلبنان، ألا وهي التعامل مع الأزمة التي يعيشها لاجئو المخيم البالغ عددهم 40 ألف نسمة ومواجهة التهديدات الكامنة فيه. الساسة اللبنانيون منهمكون في الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ رسمياً الأسبوع المقبل، والتي يبدو أنها ستكون مفعمة بالمشاكل، خاصة بعد جريمة الاغتيال التي وقعت الأربعاء المنصرم وراح ضحيتها النائب أنطوان غانم. وحسب الصحيفة، فإن لبنان هذا البلد الديمقراطي الصغير لا يزال عرضة للتنظيمات المسلحة المارقة. الجيش اللبناني استغرق ثلاثة أشهر كي يدحر تنظيم "فتح الإسلام" بمخيم "نهر البارد"، وهو مخيم واحد من بين 12 مخيماً فلسطينياً داخل لبنان، وليس سراً أن هناك جماعاتٍ مسلحةً أخرى مختبئة في مخيمات فلسطينية أخرى، ذلك لأن الجيش اللبناني لم يدخل هذه المخيمات منذ عقود، وأصبحت المخيمات ملاذاً للجهاديين الأجانب بمختلف صنوفهم وللمجرمين والقتلة أيضاً. وبما أن الحكومة اللبنانية غير راغبة في استيعاب الفلسطينيين، فإنها تحدثت طوال السنوات الماضية عن تحسين أحوال سكان المخيمات، لكن الحكومة اللبنانية تفتقر إلى القوة السياسية التي تضمن تغيير الأوضاع إلى الأفضل داخل هذه المخيمات. أما الآن وبعد أن فقد اللبنانيون المئات من الجنود والمدنيين في مواجهات "نهر البارد"، فقد أصبح لدى ساسة لبنان الفرصة كي يبدأوا من الصفر في مسألة المخيمات. "موجات ارتدادية من سوريا": هكذا عنونت "الواشنطن بوست" افتتاحيتها يوم أمس الجمعة، مشيرة إلى أنه لا توجد أية تأكيدات رسمية حول أهداف أو نتائج الغارة الجوية الإسرائيلية على شمال شرق سوريا، التي جرت يوم السادس من سبتمبر الجاري. الحدث أسفر عن "موجات ارتدادية" داخل الشرق الأوسط وخارجه. سوريا قدمت احتجاجاً للأمم المتحدة، لكنها لم توضح ما هو سبب احتجاجها. صحيفة "دمشق" الحكومية انتقدت الولايات المتحدة لكونها لم تدن الغارة، بينما علقت إحدى الصحف الإسرائيلية عن أن كوريا الشمالية تقدم الدعم العسكري لسوريا، فما هي الحقيقية؟ ثمة تقارير تشير إلى أن إسرائيل قصفت منشأة يُعتقد أن دمشق تحاول من خلالها البدء في برنامج نووي بالتعاون مع كوريا الشمالية، كما أن "جلين كيسلر" مراسل "واشنطن بوست" قال إن الغارة وقعت بعد ثلاثة أيام من وصول سفينة قادمة من كوريا الشمالية إلى الساحل السوري وفرغت حاويات تعتقد إسرائيل أنها مواد نووية. وحسب الصحيفة ليس واضحاً ما إذا كانت الاستخبارات الأميركية تقر بما ورد في الرواية الإسرائيلية، إضافة إلى أن ثمة خبراء مستقلين يرون أن سوريا تفتقر إلى الموارد اللازمة لتدشين برنامج للأسلحة النووية. والتساؤل الآن: هل سترد حكومة بشار الأسد على الغارة الإسرائيلية المصحوبة بما وصفته الصحيفة "موافقة صامتة" من جيران سوريا ومعظم دول العالم؟ وهل سيلجأ الرئيس السوري إلى التصعيد أم سيبعده الخوف عن لعب دور معادٍ لإسرائيل أو أدوار أخرى في لبنان والعراق؟ إن الأكثر خطراً جراء هذا الموضوع ربما يكون تأجيل الصين وعلى نحو مفاجئ للمحادثات السداسية المعنية بحل أزمة برنامج بيونج يانج النووي. أميركا ترغب في استكمال الاتفاق مع كوريا الشمالية بنهاية العام الحالي، والذي يُفترض أن كويا الشمالية ستكشف بحلوله عن برامجها النووية وستوقف العمل بالتجهيزات المرتبطة بهذه البرامج، وضمن هذا الإطار صرحت وزيرة الخارجية الأميركية بأن المخاوف من انتشار الأسلحة النووية يزيد من مبررات الإسراع في استكمال الاتفاق مع كوريا الشمالية... هذا صحيح ولكنه لا يعني أن المفاوضين الأميركيين يستطيعون تجاهل احتمال قيام بيونج يانج بشحن تجهيزات نووية إلى سوريا، في وقت وعدت فيه بتفكيك برنامجها النووي، لذا تقول الصحيفة إنه من الضروري والشرعي أن تكون صفقة بيونج يانج مع دمشق محور بحث ونقاش عندما يتم استئناف المحادثات السداسية، وأن يكون الأمر ضمن الأشياء التي وعدت كوريا الشمالية بالإفصاح عنها. "لا مخرج": اختارت "النيويورك تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الخميس الماضي لترصد جانباً من محنة اللاجئين العراقيين. الصحيفة أشارت إلى أن آلاف العراقيين يتم استهدافهم بوصفهم خونة قدموا العون للحرب الأميركية، وهؤلاء قد أغلق في وجوههم باب آمن يضمن لهم النجاة من الاستهداف، فقبولهم كلاجئين إلى الولايات المتحدة تم تأجيله بسبب تعقيدات بيروقراطية. وحسب الصحيفة ترفض إدارة بوش القبول بالمسؤولية عن مشكلة اللاجئين العراقيين. وحسب الصحيفة، تُصر واشنطن على المرشحين لنيل حق اللجوء إليها يجب أن تدقق الأمم المتحدة في طلباتهم، فالمنظمة الدولية صنفت 10 آلاف عراقي على أنهم في أمسِّ الحاجة للجوء إلى أميركا. وفي فبراير الماضي، وعد المسؤولون الأميركيون بتخليص إجراءات 7 آلاف لاجئ عراقي بحلول نهاية سبتمبر الجاري، لكن هذا الهدف تم تقليصه ليصبح ألفي لاجئ، ومع ذلك لم تنجح واشنطن في الوفاء بهذا الهدف، فخلال هذا العام أنهت السلطات الأميركية إجراءات قبول 900 لاجئ عراقي فقط. وبالنسبة للعراقيين المحظوظين ممن تقبلهم الأمم المتحدة كلاجئين، فإن عملية التقدم بطلب اللجوء مكلفة للغاية ومفعمة بالمخاطر ولا توجد ضمانات لنجاحها. إدارة بوش ترى أن قيام مسؤولي وزارة الأمن الداخلي الأميركية بإجراء مقابلات مع طالبي اللجوء داخل العراق أمر في غاية الخطورة، وهذا يعني أن العراقيين الذين يجدون أنفسهم أمام خطر محدق لابد أن يتوجهوا إلى الأردن لطلب اللجوء من السفارة الأميركية بعمّان، ولا يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل إن عدد موظفي وزارة الأمن الداخلي الموجودين في الأردن محدود، مما يستدعي استهلاك وقت أطول لمقابلة طالبي اللجوء. وحسب "رايان كروكر" السفير الأميركي في العراق، فإن الوقت الذي يستغرقه العراقي منذ طلب اللجوء إلى دخول الولايات المتحدة يتراوح ما بين 8 إلى 10 أشهر، وربما أكثر. "كروكر" اقترح قيام موظفي وزارة الخارجية الأميركية بإجراء مقابلات مع طالبي اللجوء، لاسيما العاملين بالسفارة الأميركية في العراق، وطالب أيضاً بتسريع الإجراءات الأمنية لجميع الراغبين في اللجوء، وبدلاً من الاهتمام بمقترحات "كروكر"، قابلها مسؤولو الإدارة الأميركية بالنقد. إعداد: طه حسيب