"مصادر" التعاون السوري- الكوري... و"الوطن الأم" خيار تايوان الوحيد رد على ادعاءات "المحافظين الجدد" القائلة بوجود تعاون نووي بين كوريا الشمالية وسوريا، وتحليل لنتائج الانتخابات البرلمانية في اليونان، و"تايوان جزأ لا يتجزأ من الصين"، وعودة الاهتمام باكتشاف القمر بعد فترة فتور... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. "صفقة بين سوريا وكوريا الشمالية؟" صحيفة "تايمز" الكورية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي للتعليق على ما تناقلته بعض الصحف الأميركية مؤخراً، ومنها "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال"، من أن كوريا الشمالية تساعد سوريا على بناء منشأة نووية. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الخارجية والتجارة الكوري الجنوبي نفيه التام لهذه الادعاءات حيث قال "سونج مينغ سون": "إن الاشتباه بخصوص كوريا الشمالية وسوريا إنما أُثير من قبل مصادر غير موثوقة". ومن جانبها، رأت الصحيفة أنه من "غير اللائق" أن تنشر هذه الصحف مقالات لا تحدد فيها مصادرها على اعتبار أن من شأن هذه "التكهنات" أن تُضعف كثيراً المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية، وأنه لا ينبغي رفع ادعاءات استناداً إلى مسؤولين إسرائيليين فقط، نظراً لحالة العداء القائمة بين إسرائيل وسوريا. وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة كان يُفترض أن تبحث موضوع إزالة اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب -مثلما طالبت بذلك بيونغ يانغ- إلا أن "الصقور" في واشنطن، عارضوا هذه الخطوة خشية أن يشجع ذلك إيران وسوريا، مضيفة أن المتشددين في واشنطن يحاولون تقويض جو الانفراج بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة عبر التركيز على التهديدات من كوريا الشمالية وسوريا، لتذهب إلى أن محاولات أولئك "الصقور" تقويض عملية السلام لن تفضي إلا إلى تداعيات سلبية وتعيدها إلى سكة المواجهة التي لا نهاية لها. اليونان تختار الاستقرار: صحيفة "تورونتو ستار" أفردت جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في اليونان، والتي أسفرت عن فوز المحافظين الحاكمين بفترة جديدة في السلطة، وذلك بالرغم من الغضب والاستياء اللذين تملكا اليونانيين على خلفية الطريقة التي أدار بها رئيس الوزراء أزمة الحرائق التي ابتليت بها مناطق واسعة من اليونان هذا الصيف وأسفرت عن مقتل 65 شخصاً علاوة على حرق مساحات كبيرة من الغابات. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن الناخبين اليونانيين اختاروا تجديد الثقة في رئيس الوزراء كوستاس كرمانليس، الذي منحوه أغلبية 152 مقعداً في البرلمان ذي المقاعد الثلاثمائة، في حين حل اشتراكيو جورج بباندريو في المركز الثاني بـ102. غير أن الصحيفة قالت إن كرمانليس سيواجه تحديات جسيمة في ولايته المقبلة نظراً لنتيجة الانتخابات التي لم تفرز وضعاً مريحاً لرئيس الوزراء، إضافة إلى الدمار الاقتصادي الناجم عن حرائق الصيف، وفي مقدمة هذه التحديات تحقيق توازن الميزانية قبل 2010، والحد من الفقر الذي تبلغ نسبته 20 في المئة، إضافة إلى دعم نظام المعاشات في وقت يزداد فيه عدد المتقاعدين في البلاد، وبحث إمكانية خصخصة الموانئ والمطارات. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الناخبين منحوا كوستاس كرمانليس تفويضاً واضحاً من أجل تكريس تحرير الاقتصاد، ولكن من دون إهمال الفقراء والمعوزين، مشددة على ضرورة أن يكون اختيارهم هو موجِّه الحكومة ومنتقديها على حد سواء. وحدة الصين وتايوان: صحيفة "تشاينا ديلي علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على التصريح الذي أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بنيويورك يوم الثلاثاء، والذي جاء فيه أنه من غير الممكن قانونياً بالنسبة للمنظمة الدولية أن تتلقى طلباً من تايوان من أجل العضوية في الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن ما أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة هو "حقيقة" يعترف بها المجتمع الدولي على نطاق واسع، وتعكسها العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها جمهورية الصين الشعبية مع 169 بلداً، "تقر جميعها بأنه لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وأن تايوان جزء منها". ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن تصريح "بان كي مون" إنما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن المنظمة لا يمكنها منح عضويتها لكيان لا يتوفر على السيادة؛ وإلى أن قرار الأمم المتحدة رقم 2758، الذي تم تبنيه في 1971، يؤكد على أن "جمهورية الصين الشعبية" هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. وعلاوة على ذلك فإن تايوان لم تكن أبداً دولة ذات سيادة، مضيفة أن كفاح الشعب الصيني على مر التاريخ من أجل الذود عنها ضد الغزاة الأجانب وتحريرها من المحتل الياباني وعودتها إلى "الوطن الأم" بعد الحرب العالمية الثانية، إنما يمثل أكبر دليل على أنها جزء لا يتجزأ من الصين. سحر القمر مجدداً: تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "ذا تايمز أوف إينديا" الهندية افتتاحية عددها لأمس الخميس، وفيها علقت على قيام وكالة الفضاء اليابانية بإطلاق مركبة "جاكسا" الفضائية إلى القمر، في ما اعتبرته الصحيفة مؤشراً على عودة الاهتمام بهذا الكوكب، وذلك بعد مرور نحو 17 عاماً على إطلاق اليابان لأول مركبة فضائية إلى القمر. وحسب الصحيفة، فإن الرحلةَ التي تبلغ تكلفتها 480 مليون دولار غيرُ مأهولة، ومن المقرر أن تدور حول كوكب الأرض مرتين قبل أن تبدأ رحلة إلى القمر تدوم خمسة أيام. غير أن الصحيفة حذرت في الوقت نفسه من خطر "إضعاف العلم" بسبب احتدام التنافس الدولي في مجال الفضاء، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى صراع فضائي مُسيَّس وغير ضروري على شاكلة السباق الأميركي- السوفييتي الذي أفضى إلى برنامج "أبولو". وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن للصين طموحات خاصة في القمر حيث تعتزم إرسال مسبار إلى هناك، وذلك في إطار ما يقول المسؤولون الصينيون إنه برنامج من عشر سنوات يتضمن رحلات إلى القمر ومهمةً لجلب عينات جيولوجية. كما لفتت إلى اعتزام منظمة الأبحاث الفضائية الهندية إطلاق مركبة فضائية العام المقبل؛ غير أنها اعتبرت أنه يمكن استغلال موارد الدول الثلاث الصاعدة في مجال اكتشاف الفضاء -اليابان والصين والهند- استغلالاً أفضل إذا ما تعاضدت وتعاونت، ولاسيما أن القوتين العظميين السابقتين -الولايات المتحدة وروسيا- قررتا التعاون بشأن إنشاء المحطة الفضائية الدولية. إعداد: محمد وقيف