مخطئ حقاً من يعتقد أن العراقي يتجرع كأس الغربة كما لو أنه علبة مياه غازية تأتيه مثلجة في حر يوليو، بل إن كأس الغربة لديه يبقى على الدوام مريراً أليما. ولذلك لا جدال في وطنية من يعيش في الغربة كما هو واجب الاعتراف ببسالة وشجاعة من لايزال يعاني ويقاسي ويصمد في الوطن. لكن أغلب من دفع الثمن ويدفعه خلال السنوات الماضية هم الأبرياء الذين لا حماية تحميهم ولا ميليشيات تحوط بهم ولا نفوذ يقف عوناً لهم, فلم يبق لدى بعضهم إلا الهرب طمعاً في الخلاص. عجيب أمرنا في العراق، وكأن أولي الأمر والمسؤولين فيه أكملوا أقوى الدورات وأكثرها تفنناً في تعذيب المواطن وملاحقته وتعكير صفو حياته أنى ذهب. ترى متى يتخلص هؤلاء من تلك النظرية السقيمة التي تقول إن تنغيص حياة أبناء الشعب يجعلهم بعيدين عن التفكير في السلطة والمنصب ومنافستهم عليهما, ثم ماذا أبقى هؤلاء ليتنافس المرء عليه ؟! د. وديع بتي حنا- السويد