أعتقد أن تحديد المسؤولية عن مجزرة صبرا وشاتيلا قد تولتها إسرائيل نفسها، فالاعتراف سيد الأدلة كما يقال، والدولة العبرية ولجنة تحقيقها حمَّلت جيشها وزعيمها شارون المسؤولية الكاملة عن تلك الجريمة النكراء بحق الإنسانية. ولذلك فإن ما جاء في مقال الكاتب حازم صاغية: "ربع قرن على جريمة صبرا وشاتيلا"، يبدو لي "رؤية" أخرى، أكثر من كونه رواية أخرى. فوقت رواية تلك المأساة المؤلمة وتوجيه أصابع الاتهام لمن يقفون خلفها قد انتهى منذ زمن بعيد. والمشكلة في إعادة استدعاء أحداث سابقة مر عليها زمن بعيد هي عادة صعوبة فصل خيوط الادعاءات المتشابكة والروايات المتناقضة. ولهذا أعتقد أن محاولة البحث اليوم عن أيادٍ أخرى، أو حتى سياقات مساعدة إضافية، ساهمت في تلك المجزرة، مهمة بالغة الصعوبة حقاً منهجياً وسياسياً، ولا يخشى معها الدخول تحت طائلة تصفية الحسابات وتوزيع التهم. وائل عقيل – بيروت