رسم الدكتور محمد السيد سعيد في مقاله "حرية الصحافة... سجن سياسي"، لوحة قاتمة لواقع الحريات الصحفية في العالم العربي، متحدثاً بلغة ملؤها التهويل والمبالغة، إن لم أقل البكائية والرثاء لما آل إليه وضع "السلطة الرابعة" العربية خلال السنوات الأخيرة. لكن الموضوعية كانت تقتضي من الكاتب بناء تقييمه على نظرة مقارنة، أي الإشارة إلى ما كانت عليه الصحافة العربية قبل ثلاثة عقود فقط من الآن، ومقدار التحول الذي شهدته، إنْ من الناحية التقنية أو من الناحية القانونية، خلال فترة تعد قصيرة نسبياً في عمر الظواهر والتحولات المجتمعية! والمنهج المقارن ذاته، يتطلب منا أيضاً في تقييم كهذا، أن نستدعي حقائق المسار الطويل الذي مرت به الصحافة الغربية كي تصل إلى ما أصبحت عليه اليوم من نضج وتأثير ومتانة وقوة. فرح قنديل- القاهرة