أسباب استقالة "شينزو آبي"... والتغير المناحي خطر يتفاقم ـــــــــــــــــ واقع مأزوم في العراق، ومشكلة التغييرات المناخية تتواصل، وتقاعس الهند عن محاربة الإرهاب، تنحي "شينزو آبي" عن رئاسة الوزراء في اليابان... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. ـــــــــــــــــ "الوقت يضيع والعراق يحترق" بهذا العنوان استهلت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي متطرقة إلى الوضع العراقي المتأزم والتعاطي الأميركي مع الموقف في ظل الشهادة التي أدلى بها كل من قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال "ديفيد بيترايوس" والسفير "راين كروكر" أمام الكونجرس الأميركي. فحسب الصحيفة جاءت الشهادة لتكرس واقعاً متأزماً في العراق، ولتؤمن خروج سلسل للرئيس بوش من البيت الأبيض ونقل الورطة العراقية إلى خلفه في المكتب البيضاوي. وترى الصحيفة بأن هذا المسعى الرامي إلى منح المزيد من الوقت للإدارة الأميركية الحالية، رغم فشلها في العراق، يظهر بوضوح من خلال تصريحات السفير "كروكر"، الذي حذر فيها من تحول العراق إلى "معركة شوارع مقيتة" إذا ما سحبت الولايات المتحدة قواتها على نحو مستعجل. وجاءت إفادة "بيترايوس" أمام الكونجرس لتؤكد الرغبة في البقاء عندما لفت بأن القوات الأميركية ستبقى في حدود 130 ألف جندي خلال السنة المقبلة بعد سحب 30 ألفا التي أضيفت مؤخراً في إطار خطة رفع القوات. لكن الصحيفة تنتقد بشدة إصرار الإدارة الأميركية على كسب الوقت، مؤكدة أن الخطط الحالية القائمة على تعزيز الدور القتالي للقوات الأميركية ستنتهي إلى الفشل. وتصف الصحيفة الإشارة التي جاءت على لسان السفير "كروكر" بظهور "بوادر نقاش حول الفدرالية في العراق" بدل الحرب الأهلية بأنها تفتقد إلى المصداقية في ظل عجز حكومة المالكي عن بناء جيش عراقي وحل المليشيات وإقرار قانون للعفو عن السنة في حزب "البعث" المنحل، فضلاً عن اقتسام عادل لثروات البلاد بين المناطق المختلفة. "التغير المناخي مشكلة تهم الجميع" في مقاله المنشور على صفحات "تشينا ديلي" الصينية يوم الأربعاء الماضي، تطرق الكاتب "ليو شينان" إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت تؤرق ليس فقط العلماء المختصين، بل أصبحت جزءاً من النقاش السياسي العام في مختلف الأوساط. ويبدأ الكاتب بالتحذير من التداعيات الخطيرة لاستمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، مشيراً في هذا الصدد إلى أن ارتفاع مياه البحار والمحيطات سيغمر مناطق شاسعة من الأراضي، كما ستزداد وتيرة الفيضانات والجفاف ما سيترتب عنه خسائر بشرية واقتصادية كبيرة. والأكثر من ذلك، يقول الكاتب، إن الزراعة التي مازالت تشكل مورداً أساسياً في حياة الملايين من الأشخاص في أفريقيا ستتعرض للضرر. ولهذه الأسباب مجتمعة يدق الكاتب ناقوس الخطر، محذراً من الوتيرة المتسارعة لارتفاع درجات الحرارة بعدما تضاعفت بأكثر من مرتين خلال الخمسين سنة الماضية مقارنة مع درجة الحرارة خلال القرن الأخير. وما لم تبذل جهود على المستوى العالمي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليص انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون ستسوء الحالة المناخية. لكن الكاتب ينوه في الوقت نفسه إلى ذلك الصراع القائم حالياً بين مجموعتين من الدول تحمل كل واحدة منها الأخرى مسؤولية التغيرات المناخية التي يشهدها العالم على نحو متواتر. فمن ناحية تطالب الدول الصناعية نظيرتها النامية بكبح نموها الاقتصادي المتسارع للحد من استنزاف موارد الطاقة وبث الغازات في الأجواء، ومن ناحية أخرى ترفض الدول الناشئة مثل الصين والهند تلك المطالب وتلقي بالمسؤولية على الدول الصناعية. "هل نحن مستعدون؟" تساؤل طرحته صحيفة "ذي تايمز أوف إنديا" الهندية في افتتاحيتها ليوم الأربعاء محيلة إلى مدى استعداد الهند لمواجهة الخطر الإرهابي في ظل تقرير أصدره مجلس الأمن الدولي يعيب على الهند تراخيها في تضييق الخناق على القنوات المالية للإرهاب وتجفيف منابعه. لكن الصحيفة التي أوردت ما جاء في التقرير الأممي المندرج في إطار اللجنة المشكلة بعد 11 سبتمبر لمحاربة الإرهاب التي أنشئت بقرار 1773 بهدف مراقبة الجهود التي تبذلها الدول في هذا المجال، ترجع سبب التقاعس إلى غياب الإرادة السياسية وغلبة المصالح الخاصة. فالصحيفة تشير في هذا الإطار إلى مسألة تحويل الأموال من الخارج، وكيف أنها لا تخضع لرقابة كافية ما يجعلها عرضة للوقوع في أيدي الإرهابيين. ورغم افتقار الهند، كما تقول الصحيفة، إلى وسائل تكنولوجية متطورة تتيح لها مراقبة المكالمات، فضلاً عن غياب التشريعات القانونية تسمح للسلطات بالقيام بذلك، فإن السبب الرئيسي يكمن في وجود طبقة سياسية مستفيدة من بعض الممارسات مثل تبييض الأموال وغيرها يدفعها في بعض الأحيان إلى غض الطرف عن التعاملات المالية التي تتم داخل الهند، أو التحويلات الخارجية. ويبقى الاقتصاد غير المهيكل الذي يزاول أنشطته في الظل، وبعيداً عن أعين الدولة عائقاً آخر يُصعِّب على السلطات عملية المراقبة ورصد الأنشطة المالية المشبوهة. "شينزو آبي يعلن استقالته" نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية تقريراً للصحفي "هيروكو ناكاتا" يوم الأربعاء الماضي حول استقالة رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" بعد مرور أقل من سنة على وصوله إلى السلطة. ويشير التقرير إلى أن القرار لم يكن مستبعداً، وإن كان مفاجئاً، بالنظر إلى المشاكل السياسية التي كان يتخبط فيها الائتلاف الحكومي بعد هزيمته في الانتخابات البرلمانية اليابانية وفشله في تمديد قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل. وحسب التقرير فإن قرار الاستقالة المفاجئ الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الياباني جاء بعد ثلاثة أيام عن تصريحه بأنه مستعد للتنحي في حال فشله في التمديد لمهمة الأسطول الياباني في المحيط الهندي الذي يساعد قوات "الناتو" في عملياته بأفغانستان. لكن التقرير نقل أيضاً عن مسؤولين في الحزب "الليبرالي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه "شينزو آبي" أن "مشاكل صحية" مسؤولة أيضاً عن قرار رئيس الوزراء بالتنحي. ويأتي قرار الاستقالة حسب المتتبعين بسبب الصعوبات التي بات يواجها الائتلاف الحاكم في الدفع بسياسته، حيث سبق أن صرح رئيس الوزراء المستقيل في جلسة برلمانية عقدت الأسبوع الماضي أن المناخ السياسي الحالي لا يسمح له بمباشرة الإصلاحات الهيكلية، لا سيما بعدما فقد حزبه أغلبيته المريحة في "الغرفة العليا" للبرلمان. إعداد: زهير الكساب