لماذا المعارضة في الوطن العربي مخلوق غريب غير معترف به من قبل الأنظمة العربية؟ ولماذا الشعوب العربية تتحفظ في التعاطي مع المعارضة خوفاً من أن تصنف في خانة المغضوب عليهم، ومن تهم ستجلب سخط الحكومات والويلات؟ للمعارضة في الدول الديمقراطية المتطورة دور ايجابي لا يقل عن دور الحكومة في خدمة الوطن والمواطنين... من خلال نقد برنامج الحكومة وكشف الأخطاء وفضح الفساد، والمساهمة في البناء. وموقع المعارضة في الدول الديمقراطية ليس مرهون بتيار محدد وجماعة معينة ربما الحكومة الحالية تصبح لاحقاً معارضة، والمعارضة الحالية تتحول إلى حكومة، فهناك تبادل للأدوار... فالمعارضة موقع لا يمكن أن يكون فارغاً. ومن سنن الله في الكون أن حالة التأييد والمعارضة موجودة عند جميع البشر من جميع الأديان والأطياف والأجناس والطبقات والشرائح أغنياء وفقراء... على مر العصور والأزمنة والحضارات... ومنها عهد الحكومات الإسلامية منذ حكم الخلفاء. والبلدان العربية وشعوبها ليست بعيدة عن ذلك، إلا أن فريق المعارضة في أغلب البلدان العربية مغيب لا يمكن مشاهدته بسهولة إلا بالبحث عنه. علي آل غراش- الدمام