ليسمح لي الدكتور محمد عابد الجابري إذا قلت له إنني أختلف مع معظم ما جاء في مقاله ليوم الثلاثاء 4/9: "حديث المرتد... سؤال المصداقية"، ذلك أنه انطلق من مقدمات كبرى تتعلق بعلم الحديث بصفة عامة، وبما قال إنه قاعدتان وضعهما هو لنفسه في التعامل مع الأحاديث، وانتهى إلى نتيجة محددة متعلقة بحديث معين هو "حديث المرتد". ومع أن المقدمات العامة الكلية لا تفضي عادة إلى نتائج جزئية، كما يقول المناطقة، فإن انتهاء الكاتب إليها يوحي بأنه انطلق أصلاً من "النتائج"، وكل ما فعل هو أنه بحث لها عن مقدمات، وفصَّلها عليها تفصيلاً، فجاءت "المقدمة" إلى جانب أختها، وأحياناً أيضاً للأسف إلى جانب غير أختها. وهذا أمر طبيعي، فيما أرى، ما دام الكلام كله في غير سياقه المنهجي، لأن لتخريج الأحاديث، ومعرفة الصحيح منها والمستقيم من الموضوع والسقيم، له علم آخر ومنهج آخر لم يأخذ الكاتب منهما بطرف. أشرف النبوي – القاهرة