مخاوف من "انتفاضة ثالثة"... وثلاث رسائل حول "النووي" الإيراني إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وبرنامج إيران النووي، ومؤتمر السلام المقبل بواشنطن، وقتل الجيش الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. "أخلوا المستوطناتِ العشوائيةَ أولاً" تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الاثنين، وفيها سلطت الضوء على موضوع "المستوطنات غير القانونية" في الضفة الغربية، معتبرة في هذا السياق أن لإسرائيل التزاماً طويلاً بإخلائها، ولكنها تحاول منذ سنوات التملص منه "بذراع مختلفة". بيد أن الصحيفة رأت في مؤتمر السلام المقبل بواشنطن فرصةً لوضع حد لما سمته تلكؤاً ومماطلة من جانب إسرائيل بخصوص إزالة المستوطنات العشوائية و"إثبات أن الحكومة الإسرائيلية التي يتزعمها إيهود أولمرت قادرة على تطبيق التزاماتها". كما اعتبرت أن من شأن إخلاء سريع للمستوطنات أن يبعث بإشارة لكل من الولايات المتحدة والسعودية، التي "يأمل أولمرت مشاركتها في العملية السياسية"، مؤداها أن إسرائيل جادة وتعي ما تقوله. وقالت الصحيفة إن أولمرت استهل ولايته الرئاسية بهدم تسعة منازل في مستوطنة أمونا، ولكنه سرعان ما توقف عن ذلك خوفاً من تأثير صور العنف التي أفرزتها عملية الإخلاء، وإنه اختار منذ ذلك الوقت "اللعب على عامل الوقت". ولكنها رأت أن وجود المستوطنات واستمرار نموها يلقي بظلال من الشك على قدرة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ التزاماتها الدبلوماسية، موضحة أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق مبادئ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبدو غير جدي في حال لم يرد أولمرت -أو لم يكن قادراً على- إخلاء ولو مستوطنة واحدة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن خارطة الطريق تُلزم إسرائيل بإخلاء المستوطنات العشوائية خلال المرحلة الأولى، متسائلة: كيف يمكن للمواطنين الإسرائيليين والمجتمع الدولي أن يأخذوا أولمرت على محمل الجد، في حين أنه يتفادى تطبيق حتى الخطوة الأولى. برنامج إيران النووي صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحية عددها ليوم الأحد للتعليق على إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن تمكن بلاده من تشغيل 3000 جهاز طرد مركزي حتى الآن، وهو عدد كثيراً ما يُشار إليه في الغرب -تقول الصحيفة- باعتباره المستوى الذي يمكن من خلاله لملالي طهران أن يخصبوا ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية أو قنبلتين في السنة. ورأت الصحيفة أن غرض الإيرانيين من هذا الإعلان هو إقناع الغرب بأن الوقت قد فات لمنع تصنيع قنبلة إيرانية، مضيفة أن الملالي في إيران يعتقدون أنه حالما يتوصل الغرب إلى هذا الاستنتاج، فإن تركيزه سيتطور من السعي إلى الحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية إلى محاولة التعايش معها والقبول بها باعتبارها أمراً واقعاً. والحال أن الصحيفة ترى أن الوقت لم يفت، داعية إسرائيل إلى الكف عن لعب "دور المتفرج". وفي هذا السياق، شددت الصحيفة على ضرورة أن تعمل إسرائيل على إرسال وشرح ثلاثة رسائل إلى العالم: أولاً، أن الردع لن يُزيل "شبح محرقة نووية"؛ وثانياً، ضرورة تقييم العقوبات من حيث مدى كفايتها لحمل إيران على التراجع، وليس بخصوص مدى تأثيرها من عدمه. وثالثاً، أن إسرائيل تستطيع التحرك وستتحرك في حال لم يتحرك المجتمع الدولي. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن رسالة إسرائيل ينبغي أن توضح أن الاختيار ليس بين تفادي إيران نووية أو العيش مع هذا السيناريو، وإنما بين أفضل وأسوأ الطرق لمواجهة "التهديد الإيراني". "في الطريق إلى انتفاضة ثالثة" تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقال رأي لكاتبه "درور زئيفي"، وفيه سلط الضوء على الاستعدادات الإسرائيلية والفلسطينية في أفق مؤتمر السلام الذي يرتقب أن تحتضنه واشنطن في شهر نوفمبر المقبل. غير أن الكاتب رسم صورة قاتمة لحظوظ نجاح هذا المؤتمر، مشيراً في هذا السياق إلى العراقيل والصعوبات التي تواجه كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. أما أولمرت -يقول الكاتب- فإن سيف لجنة فينوغراد مسلط على رقبته في وقت ما فتئت تتراكم فيه الملفات ضده في مكتب المدعي العام، مستنتجاً عدم قدرته على تكرار ما قام به أريل شارون قبل عامين، أي إزالة المستوطنات. بالمقابل، يرى الكاتب أن عباس ليس أفضل حالاً من أولمرت بالنظر إلى تراجع شعبيته، وأن الفلسطينيين سيرفضون أي اتفاق لا يستوفي المعايير التي وضعها سلفه ياسر عرفات. ولفت إلى أن عباس واع بهذا الأمر، مرجحاً أنه سيتفادى التوقيع على اتفاق يستوفي المعايير التي تتوقعها إسرائيل. إلى ذلك، توقع "درور زئيفي" أن يؤدي رجوع عباس وأولمرت خاويي الوفاضين من واشنطن إلى اندلاع موجة جديدة من العنف قد تكون أسوأ من سابقاتها. وتلافياً لحدوث سيناريو من هذا القبيل، شدد الكاتب على أهمية أن يتخذ الزعيمان سلسلة من التدابير، يمكن تلخيصها في التالي: أولاً، ضرورة أن يتوصلا إلى أهداف محدودة يمكن تحقيقها؛ وثانياً، ضرورة أن يقوم الجانبان بخفض توقعاتهما بشأن نتائج المؤتمر؛ وثالثاً، "منح الفلسطينيين الأمل في المستقبل عبر تخفيف القيود والتضييقات الآن". "خمسة أطفال في أسبوع واحد" صحيفة "هآرتس" تناولت ضمن افتتاحية عددها ليوم الجمعة الماضي مقتل ثلاثة أطفال على أيدي الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي -وجميعهم أبناء عمومة من عائلة غزالة- لافتة إلى رد الفعل الفاتر للجمهور الإسرائيلي إزاء هذه العملية، وعلى غرار رد فعله على مقتل طفلين آخرين الشهر الماضي، أمر خطير ومقلق على اعتبار أنه لا يشجع الجيش الإسرائيلي على توخي قدر أكبر من الحيطة والحذر في تحديد الأهداف العسكرية. من جهة أخرى، رأت الصحيفة أن التعبير الأوتوماتيكي لأعضاء من الحكومة الإسرائيلية عن أسفهم، والمبررات التي سيقت من أن "المنظمات الإرهابية تقوم بإرسال الأطفال عمداً إلى أماكن حيث يصبحون أهدافاً"، لا يوحي بأن أحداً يحاول استخلاص الدروس اللازمة من الأخطاء. وعلاوة على ذلك -تقول الصحيفة- فإن الأهداف توجد في مناطق يقطن بها مدنيون، والخطر معروف مسبقاً. وشددت "هآرتس" على أهمية ألا تتصرف إسرائيل كمنظمة إرهابية تستهدف المدنيين، حتى عندما يكون إطلاق النار رداً على هجوم، مذكرة في هذا السياق بأن هذا التصرف هو السبب الرئيسي أصلاً وراء قيام إسرائيل بالتشجيع على مقاطعة "حماس" في العالم. وشددت الصحيفة على أن قتل أطفال فلسطينيين لا يساهم بكل تأكيد في سلامة الأطفال الإسرائيليين في سيدروت، وأنه لا يؤدي إلا إلى زيادة الإحساس بضرورة الثأر لمقتلهم، و"إيذاء الأطفال على الجانب الآخر من الحدود". إعداد: محمد وقيف