هواجس غربية من "منظمة شنغهاي للتعاون"... و"فرصة للإقلاع" أمام تركيا بداية نهاية أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين في أفغانستان، واستقالة وزير العدل الأميركي ألبيرتو جونزاليس، ودور منظمة شنغهاي للتعاون، وانتخاب عبدالله جول رئيساً للجمهورية التركية... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "أخبار سارة": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" افتتاحية عددها لأمس الخميس، والتي خصصتها للتعليق على نبأ توصل المفاوضين الكوريين الجنوبيين وحركة "طالبان" إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن الرهائن الكوريين التسعة عشر المتبقين، ووضع حد، بالتالي، لـ"محنة" استمرت لأزيد من أربعين يوماً كانت خلالها البلاد برمتها رهينة أيضاً، كما تقول الصحيفة. هذه الأخيرة شددت على ضرورة الإشادة بالجهود التي بذلها المسؤولون الحكوميون الكوريون من أجل تأمين عودة المختطَفين سالمين إلى وطنهم؛ كما ثمَّنت جهود الولايات المتحدة وأفغانستان وقوات "الناتو" والحلفاء في حل أزمة الرهائن، لافتة في الوقت نفسه إلى مساهمة "المسلمين عبر العالم الذين ضغطوا على متمردي طالبان من أجل إطلاق سراح الرهائن". ولئن أقرت الصحيفة بأنه سيعاب على كوريا تفاوضها مع "الإرهابيين"، فإنها شددت على أن أولوية الحكومة منذ بداية الأزمة كانت تأمين عودة الرهائن إلى وطنهم بسلام، مضيفة أن "أرواح المواطنين الكوريين في هذه الحالة أهم من الاتفاقات الدولية". ومع ذلك، رأت الصحيفة أن كوريا الجنوبية لن تسلم من الانتقادات الدولية لأنها اختارت التفاوض مع "طالبان"، على أن أكثر ما يبعث على القلق هو حقيقة أنه عندما يسافر الرعايا الكوريون إلى الخارج، فإن احتمال تعرضهم للاختطاف سيكون أكبر مقارنة مع السابق، وقد أسست الحكومة لسابقة في التفاوض مع الخاطفين؛ لتخلص الصحيفة بعد ذلك إلى ضرورة أن يتوخى المسافرون الكوريون مزيداً من الحيطة والحذر عندما يسافرون إلى أماكن خطرة على اعتبار أن أزمة الرهائن "علَّمتنا أن ركوب أخطار غير ضرورية لا يُعرض سلامة الأشخاص المعنيين للخطر فحسب، وإنما يضع البلاد برمتها في وضع حرج وخطير". أخيراً... رحل "جونزاليس": صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على استقالة المستشار القانوني للبيت الأبيض ووزير العدل الأميركي ألبيرتو جونزاليس يوم الاثنين، وهو خبر "سرَّ الديمقراطيين، واستقبله الجمهوريون بارتياح". وبرحيل جونزاليس تكون إدارة بوش قد فقدت أحد أبرز المدافعين عن صلاحيات وسلطات الرئيس وتغليبها على حكم القانون في محاربة الإرهاب، مشيرة في هذا السياق إلى أن العام الماضي شهد انسحاب ثلاث شخصيات بارزة دافعت جميعها عن حرب العراق "الكارثية"، وهي المستشار السياسي للرئيس، كارل روف؛ ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد؛ والرجل الثاني السابق في البنتاجون، بول وولفوفيتز. إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن جونزاليس هو الشخص الذي تولى توفير جل المبررات القانونية للدفاع عن "الحرب على الإرهاب"، ومن ذلك إنشاء معتقل جوانتانامو، والاعتقال بدون محاكمة قضائية، والمحاكم العسكرية، والاستنطاق القوي والعنيف. وأضافت أنه كان محط انتقادات لاذعة على خلفية تجسس "مكتب التحقيقات الفيدرالي" على المعلومات الشخصية للمواطنين الأميركيين، قبل أن يطاح به سياسياً على خلفية قراراته ذات الدوافع السياسية بإقالة مدعين عامين فيدراليين وإدلائه بشهادته حول برنامج التنصت الذي اعتمدته الإدارة في إطار "الحرب على الإرهاب". واختتمت الصحيفة بالقول إن "رجل بوش المخلص الذي يبدو أنه لم يستطع يوماً القول: عذرا ياً سيدي، ليست لديك هذه الصلاحية، دفع الثمن، ليترك بذلك الرئيس أكثر عزلة من أي وقت مضى". قضية مشتركة في آسيا الوسطى: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للرد على الانتقادات –والمخاوف- التي تثيرها "منظمة شنغهاي للتعاون" في بعض الأوساط الغربية حيث يُنظر إليها باعتبارها كتلة مناوئة للغرب، ويسود الاعتقاد بأن روسيا والصين تسعيان إلى تشكيل محور استراتيجي وإنشاء منظمة سياسية-عسكرية تكون نداً لحلف "الناتو" وتقوم مقام ذراع لصد القيم الغربية والحيلولة دون انتشارها في المنطقة؛ واعتبرت أن هذه الاتهامات "مبالغ فيها" ولا أساس لها من الصحة. أما مناسبة هذا الحديث، فهي المؤتمر السنوي للمنظمة الذي عقد منتصف الشهر الجاري في العاصمة الكرغيزستانية بيشكيك. ويشار هنا إلى أن المنظمة أسست في 2001، وتضم في عضويتها كلا من الصين وكازاخستان وكرغيزستان وروسيا وتاجيكستان وأوزبكستان. أما منغوليا وباكستان والهند وإيران، فتشارك في اجتماعات المنظمة بصفتها دولاً مراقِبة. الصحيفة أوضحت أن تركيز المنظمة في البداية كان منصباً على التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب والتطرف، قبل أن يتطور ليشمل التعاون الثقافي والاقتصادي. واعتبرت أنه إذا كان الرئيسان الروسي والإيراني يجدان متعة في إزعاج الولايات المتحدة أحياناً، فإن أعضاء المنظمة الآخرين غير مستعدين لاتباعهما على طريق المواجهة. وعلاوة على ذلك فإن القيادة الصينية تدرك أن مصالحها القومية تقتضي علاقة إيجابية مع واشنطن، وليس علاقة تطغى عليها الخصومة والتوتر. والأهم من ذلك كله –تقول الصحيفة- هو أنه إذا كانت روسيا والصين تدركان أهمية وضرورة التعاون بينهما، فإن كل واحدة منهما تتوجس من الأخرى ولا تثق فيها. ورجحت أن يكون الجانب الأهم من عمل المنظمة هو جهودها الرامية إلى تشجيع التنمية الاقتصادية والاندماج في الاقتصاد الإقليمي والعالمي، ولاسيما في ما يتعلق بالطاقة. تركيا... "حان وقت الإقلاع": صحيفة "زمان" التركية نشرت ضمن عددها ليوم أمس الخميس مقال رأي لكاتبه الأستاذ الجامعي مصطفى أكار، وفيه دعا إلى اغتنام مناسبة فوز عبدالله جول برئاسة الجمهورية التركية من أجل تحقيق الإقلاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي طالما انتظرته البلاد. وفي هذا الإطار، اعتبر "أكار" أن أمام تركيا اليوم "فرصة لتحقيق السلام والانسجام بين الدولة والشعب" بالنظر إلى استعداد "جول" لفتح أبواب القصر الرئاسي في وجه الأتراك بمختلف شرائحهم الاجتماعية وألوانهم السياسية وانتماءاتهم الدينية والعلمانية. كما رأى في فوز "جول" بمنصب الرئاسة نهاية للتوتر والتنافس بين الحكومة والدولة، وهو ما من شأنه أن يعزز الاستقرار ويسرِّع عملية صنع القرار، على اعتبار أنه بات من الممكن الآن، وخلافاً للسابق، تطبيق عدد من الإصلاحات السياسية والإدارية بفضل الانسجام وتطابق وجهات النظر بين الرئيس والحكومة. إلى ذلك، قال الكاتب إن أحد أسباب التفاؤل وتوقع إقلاع قريب لتركيا هو الاحترام والتقدير اللذان يحظى بهما "جول" في الشرق والغرب، مضيفاً أن الرئيس الجديد عمل خلال السنوات الأربع الماضية حين كان وزيراً للخارجية على تمثيل تركيا أحسن تمثيل في الخارج، ولعب دوراً بارزاً في تقريب أنقرة من الاتحاد الأوروبي، ليخلص إلى أن المطلوب اليوم هو "اغتنام هذه الفرصة وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية من أجل التقدم إلى الأمام". إعداد: محمد وقيف