هدوء مخادع على "الجبهة اللبنانية"... وأولمرت يفتقر إلى الشجاعة قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد مهمة قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، وانتقادات لإيهود باراك بشأن المستوطنات، وتأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأميركية... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. "هدوء مخادع ومضلل" تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الأحد الماضي افتتاحية، خصصتها للتعليق على تمديد مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الجمعة لمهمة قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل" لمدة عام. وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن قرار التمديد "لا يفعل شيئاً من أجل التعاطي مع الوقائع المقلقة"، وأن كل ما يفعله هو "إدامة الوضع الراهن الخطير"؛ وصفت الهدوء في لبنان بأنه "خادع ومضلل" على اعتبار أن "حزب الله" -تقول الصحيفة- قام بإعادة تسليح نفسه وحصل على أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي خاض بها حرب الصيف الماضي. ورجحت أن استراتيجية "حزب الله" تقوم على استغلال الهدوء الرسمي لتسليح مقاتليه وتدريبهم استعداداً للصراع المقبل. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن أيدي إسرائيل موثَّقة إلى حد كبير اليوم بالنظر إلى وجود "اليونيفيل" في المنطقة إلى درجة أن "تحليق طائراتها العسكرية فوق لبنان ودوريات قواتها البحرية بالقرب من السواحل اللبنانية تواجَه بالاحتجاج". واتهمت الصحيفة المجتمع الدولي بأنه لا يرغب في التعامل بحزم وصرامة مع تهريب الأسلحة المتفشي من سوريا إلى لبنان، وذلك لأن "البلدان الثلاثين المساهمة في قوات اليونيفيل لا ترغب في تعريض جنودها للخطر". واختتمت بالقول إن قوات اليونيفيل تستطيع حفظ السلام طالما أن هذا الهدوء المخادع والمضلل يخدم مصالح حزب الله، وإن "وجود الأمم المتحدة لا يفعل شيئاً للأسف سوى فسح المجال للمواجهة المقبلة". "المستوطنات العشوائية والسلام لا يمشيان جنباً إلى جنب" صحيفة "هآرتس" أفردت افتتاحية عددها لأمس الأول للتعليق على التقارير الإخبارية التي تحدثت عن اتفاق وشيك بين وزير الدفاع إيهود باراك والمستوطنين بشأن المستوطنات العشوائية، وذلك في إطار محادثات تمحورت -حسب التقارير نفسها- حول تحديد عدد المستوطنات العشوائية التي سيخليها المستوطنون مقابل قيام إسرائيل بـ"غسل" (أو تقنين) مستوطنات عشوائية أخرى. الصحيفة استغربت قول مكتب وزير الدفاع بأن "باراك يدرس الموضوع ولم يحدد موقفاً منه بعد"، وقالت مستنكرة إن الدافع إلى هذه المحادثات لم يكن التزاماً من قبل الحكومة "بتطبيق القانون في الضفة الغربية، وإعفاء الجيش الإسرائيلي من عناء تسخير قوات لحماية سارقي الأراضي، وتوفير عشرات ملايين الشيكلات من أموال الخزينة العامة سنوياً"، كما أن الدافع لم يكن هو الوعود التي قدمتها الحكومة السابقة في إطار "خريطة الطريق" بإخلاء المستوطنات العشوائية التي بنيت بعد مارس 2001. بل دافعها -تقول الصحيفة- هو الخوف من تقديم حركة "السلام الآن" (المعارضة للاستيطان) لعريضة جديدة للمحكمة العليا الإسرائيلية. وهو ما استغربت منه الصحيفة قائلة إن الدول التي تحترم القانون لا تنتظر قيام منظمة غير حكومية أو الجهاز القضائي بإجبار السلطات على تطبيق القانون والالتزام بالاتفاقات الدولية. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن توسيع المستوطنات، ولاسيما العشوائية منها، يتناقض تناقضاً صارخاً مع حديث رئيس الوزراء إيهود أولمرت عن السلام، مضيفة أنه لا معنى لمفاوضات مع الفلسطينيين بشأن اتفاق مبادئ لإنهاء الاحتلال في وقت تعقد فيه الحكومة مفاوضات مع المستوطنين بخصوص التقنين لمستوطنات عشوائية في قلب الضفة الغربية. على أولمرت أن يتحلى بالشجاعة: صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت ضمن عددها ليوم الجمعة مقال رأي لكاتبه "غادي بالتيانسكي"، مدير مبادرة جنيف، وفيه لفت هذا الأخير إلى أن إسرائيل شهدت على امتداد تاريخها حدثاً مهماً أو محطة تاريخية بارزة كل ثلاثين عاماً، بدأ بوعد بلفور في نوفمبر 1917، ثم قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر 1947، فزيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في 1977. واعتبر "بالتيانسكي" أن نوفمبر 2007، وهو التاريخ الذي حددته الولايات المتحدة للمؤتمر الدولي الذي يرمي إلى رسم ملامح اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، يشكل "فرصة لصنع التاريخ والنجاح في الاختبار نفسه الذي واجه "وايزمان" و"بن جوريون" و"بيجين". وأضاف أن الدور هذه المرة هو دور أولمرت الذي دعاه إلى بذل كل ما في وسعه لاغتنام الظروف الحالية المواتية. وقال "بالتيانسكي" إن أمام إيهود أولمرت ومحمود عباس وقت للتوصل إلى اتفاق يحدد الخطوط العريضة للحل بالنسبة للشعبين، وإن أمر الاتفاق على مراحل التطبيق ووسائل الإشراف عليه ومراقبته رهن بالرجلين، معتبراً أن ذلك يمثل أفضل رد على المتطرفين الذين "يريدون إرجاعنا إلى الوراء". واختتم الكاتب مقاله بالقول إن أولمرت لا يحتاج إلى رؤية جديدة، ولا إلى مخطط جديد، ولا إلى شريك جديد. بل إن ما يحتاجه هو الشجاعة. "إسرائيل ليست عبئاً على الولايات المتحدة": دوري غولد، رئيس مركز القدس للشؤون العامة والسفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، كتب مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرنوت" ينتقد فيه كتاباً جديداً بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" لكاتبيه ستيفان والت (الأستاذ بجامعة هارفارد) وجون ميرشيمر (الأستاذ بجامعة شيكاغو)، والذي اعتبرا فيه أنه لا توجد دوافع حقيقية وقوية للدعم الأميركي الحالي لإسرائيل التي يصفانها بـ"العبء الاستراتيجي". وجادلا بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة اختطفت من قبل مؤيدي إسرائيلي الذين يعملون ضد مصالح الولايات المتحدة نفسها. الكاتب دق ناقوس الخطر محذراً من أن الأمر هنا يتعلق بكاتبين مرموقين يعتزمان خوض حملة علاقات عامة واسعة النطاق للترويج لكتابيهما تستهدف أبرز المنابر الإعلامية. ودعا إلى الاستعداد لما سماها محاولة من قبل "العناصر المناوئة لإسرائيل" لإضعاف مكانة هذه الأخيرة في الولايات المتحدة عبر استغلال عمل الأكاديمييْن الأميركيين، مضيفاً أن "المعركة المقبلة ضد الحجج غير الصحيحة التي يتضمنها الكتاب تشمل عدداً من الحقائق التي يتوجب على كل دبلوماسي إسرائيلي يتعاطى مع العلاقات العامة أن يكون واعياً بها". وفي هذا الإطار، سرد الكاتب سلسلة مما اعتبرها حقائق تعلي من شأن العلاقات الأميركية الإسرائيلية وتبرز أهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، ومن ذلك -يقول الكاتب- قول الرئيس الأميركي جون كنيدي لوزيرة الخارجية "غولدا مائير" ما مفاده أن جودة العلاقات الأميركية الإسرائيلية لا تضاهيها من حيث الجودة سوى علاقات واشنطن مع لندن، وشُكر وزير الدفاع الأميركي لإسرائيل في 1991 لـ"عملها الشجاع والكبير"، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي للمفاعل النووي العراقي في 1981. إعداد: محمد وقيف