لم يفتأ توماس فريدمان يكتب مظهِراً اهتمامه بالبيئة حتى ظننته أحد الناشطين في جماعات "الخضر"... لكني حين أتمعن فيما يلي العناوين وما بين الأسطر، أدرك دوافعه "البيئية" مباشرة؛ فهي ليست أكثر من حملة سياسية يخوضها كاتب متميز منذ عدة أعوام بهدف إيجاد سياسة غربية في مجال الطاقة للاستغناء عن النفط العربي، وذلك كما يقول هو نفسه حتى لا نمد خزائن المستبدين في الشرق بمزيد من الدولارات التي تطيل أمد أنظمتهم القمعية! وفي مقاله الأخير يتحدث عن "كفاءة استهلاك الطاقة..."، بوصفه "المصدر الخامس للوقود"، مطالباً بجعله شعار القرن الحادي والعشرين. لكني لا أعتقد أن الرغبة في توليد طاقة نظيفة، أو في حماية البيئة من الانبعاثات الغازية، أو سواها، هي كل ما يحرك قلم فريدمان، بل ثمة وراء الأكمة ما وراءها من أهواء ومصالح سياسية لا تخفيها الأكمة! ابتسام علي- أبوظبي