إن كنتُ فهمتُ ما أراد الدكتور محمد عابد الجابري الوصول إليه في مقاله ليوم الثلاثاء 21/8 وعنوانه: "على هامش الحديث... إشارات وتنبيهات"، فهو أن التعامل مع أي حديث شريف ينبغي أن يكون وفق محددات المسطرة التي قال الكاتب: إنه وضعها لنفسه منذ ما يقارب أيام الشهادة الابتدائية! وهي محددات حتى ولو كانت اجتهاداً شخصياً، فإنها غير مناسبة شرعاً، فحجِّية الحديث الشريف في الدين الإسلامي ليست محل اجتهاد فردي، وليست أيضاً خياراً شخصياً. والتثبُّت من صحة الأحاديث أو وضعها لا يتم بالمنهج العقلاني، وإنما له علم قائم من أدق العلوم التي أنتجها العقل البشري، وهو "علم الجرح والتعديل"، و"علم الرجال". وقد بذل علماء الحديث الحفاظ، رحمهم الله، جهوداً كبيرة في هذا المجال. ولذا فإن لعقلانية عقلانيينا المعاصرين حدوداً ينبغي أن تقف عندها، عندما يتعلق الأمر بالحديث الشريف. منصور زيدان- دبي